في كل مرة يتجدد الموعد مع الانتخابات يبرز اسم اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات إلى صدارة المشهد السياسي الذي تقوم فيه بدور المنظم والحكم وصاحب الكلمة الأولى في الدفع إلى منصة التتويج.
هذه الصدارة تضع اللجنة في وضع لا تحسد عليه، فهي المتهمة من كل الفرقاء حتى يثبت العكس، وقد يثبت دون أن تنال اللجنة حظها من تقدير الجهود.
غير أن تداعي الجميع على قصعة لجنة الانتخابات في الاستحقاقات العامة الأخيرة، بسبب الخروقات التي شابت العملية واعترفت اللجنة بحصولها متعهدة بعدم التكرار، لم يكن ليحجب الضوء الساطع الذي أوقده الناطق الرسمي، العميد محمد تقي الله الأدهم، في نفق السخط والتشاوم لدى العديد من فرقاء المشهد السياسي.
لقد أوشك الطيف السياسي خلال الانتخابات البرلمانية والجهوية والبلدية الأخيرة على الإجماع بأن اللجنة تلاعبت أو عجزت عن التلاعب بالنتائج، لكن الكل كان يثق في تصريحات الناطق الرسمي باسم اللجنة المعترفة بالتقصير والواعدة بالتحصيح، حتى إذا حانت لحظة النزال الرئاسي وجد الجميع أن الوعد كان صادقا، وأن اللجنة نالت ثقة الغالبية العظمى من حملات المتنافسين، وأن العميد الأدهم بات قطب رحى اللجنة الذي تدور حوله آمال الشفافية والحرية والنزاهة في العملية الانتخابية.
لم يكن العميد محمد تقي الله الأدهم مجرد ناطق رسمي باسم اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات، بل كان هو اللجنة برمتها، حيث طبعها بصدقه ووفائه وإخلاصه وحياديته وأخلاقه، حتى أن كل تلك الصفات لم تترك مجالا للتشكيك في نجاعة إشراف اللجنة على العملية الانتخابية، أو في أهليتها لذلك، أو في وقوفها على ذات المسافة من كل الفرقاء.
لقد كان العميد الأدهم نموذجا رائعا لحياد الإدارة، واستقلالية اللجنة، وشفافية الاقتراع، وحرية الاختيار، ونزاهة النتائج، وكفاءة الإطار الذي يخدم الجميع مهما كانت مشاربهم وتوجهاتهم السياسية.
وكالة الوئام الوطني للأنباء