(افتتاحية الوئام الوطني ) أيام قليلة تفصلنا عن نهاية المأمورية الأولى لرئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، وبداية مأموريته الثانية.
المأمورية المنتهية تميزت بالوفاء بالتعهدات المجملة التي قطعها على نفسه غداة إعلان الترشح في فاتح مارس 2019، وتلك المفصلة التي ضمنها برنامجه الانتخابي "تعهداتي".
فمنذ يومه الأول في القصر الرئاسي عمل ولد الشيخ الغزواني على تحقيق الانفراج السياسي بعد سنوات عشر من الشد والجذب والتنابز بالألقاب بين السلطة والمعارضة، فظلت أبواب الرئاسة مفتوحة أمام الكل بدون استثناء، ووصل التشاور مستويات غير مسبوقة، ونالت المعارضة من التقريب والتبجيل والاحترام ما لم تنل عبر عقود من انتهاج التعددية السياسية.
وفور استلامه السلطة، قبل خمسة أعوام، أطلق ولد الشيخ الغزواني عشرات المشاريع التنموية الهامة، وفي مقدمتها المشاريع الكبرى ذات الاهتمام بالجانب الاجتماعي، والتي تتصدرها مشاريع مندوبية التآزر، حيث الإعانات العينية والنقدية التي وصلت كل شبر من أرض الوطن، فضلا عن استفادة أكثر من نصف مليون مواطن فقير من خدمات التأمين الصحي، وتخصيص معونات نقدية شهرية لمئات الآلاف، علاوة على مكافحة البطالة من خلال توفير آلاف فرص العمل وفق آلية اللا مركزية وتمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة في مختلف الولايات.
ولم تكد سفينة التنمية والانتعاش الاقتصادي تنطلق، خلال السنة الأولى من المأمورية، حتى شهد العالم موجة غير من مسبوقة من جائحة كورونا، والتي دمرت اقتصاد دول متقدمة وانهارت تحت أقدامها منظومات صحية عتيقة، فجاء التصدي لها وطنيا مبهرا للمراقبين، حيث تدخلت الدولة، بتوجيهات وإشراف من رئيس الجمهورية، للحد من انتشار الجائحة ومن استفحال تداعياتها الاقتصادية المدمرة، فكانت الحكومة لها بالمرصاد.
فعلى المستوى الصحي تمكنت الدولة من مسايرة لبروتوكولات التي حددتها منظمة الصحة العالمية المتعلقة باقتناء الأدوية اللازمة بكميات كافية، وبفرض الإجراءات الوقائية، فضلا عن التصدي للتداعيات المصاحبة للإغلاق والتي أثرت على مصالح الناس، فأنشأت صندوقا بالمليارات لهذا الغرض، قام بتوزيع المواد الغذائية والمعونات على المحتاجين، كما دفع مبالغ نقدية للحد من خسائر الكثير من المؤسسات الخاصة التي تأثرت بإجراءات الإغلاق، وبتخصيص مبالغ للكادر الصحي كتعويض عن الأخطار.
ولم يكد غبار معركة كوفيد-19 ينقشع حتى اندلعت الحرب الروسية على أوكرانيا، والتي أثرت على تزويد الأسواق الدولية بالغذاء، فكانت حكومة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني على مستوى الحدث، حيث قامت بمضاعفة الإستيراد ومنع الاحتكار والتحكم في الأسعار.
وبالموازاة مع التصدي للإكراهات الصحية والغذائية الطارئة، التي عانى منها العالم برمته، واصلت الحكومة تنفيذ برنامج "تعهداتي" في مختلف المجالات، فكانت المدرسة الجمهورية وتم تعزيز البنى التحتية وتواصلت مسيرة تنمية الاقتصاد، كما تمت استعادة الألق الدبلوماسي.
وعطفا على ما تحقق من إنجازات خلال المأمورية الأولى، يتوقع المراقبون البناء على ما تحقق لمواصلة مسيرة التحديث والنماء خلال المأمورية الثانية، خاصة وأن البرنامج الانتخابي الجديد للرئيس يرتكز على دعامتين أساسيتين لتحقيق المزيد من الإنجاز، هما مكافحة الفساد وتمكين الشباب.
وكالة الوئام الوطني للأنباء