بتمثيل دولي وإقليمي واسع وحضور دبلوماسي كبير، شهد قصر المؤتمرات (المرابطون) بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، حفلا لتنصيب الرئيس المنتخب محمد ولد الشيخ الغزواني رئيسا للجمهورية في مأمورية رئاسية ثانية مدتها خمسة أعوام.
وبعد افتتاح الحفل بآيات من الذكر الحكيم بصوت القارئ الناجي ولد ابلال، قدمت السيدة ابنة بنت الخالص، الامينة العامة للمجلس الدستوري مداخلتان تتعلق أولاهما بتنقل المجلس من مقره إلى قصر المؤتمرات، وتتعلق ثانيتهما بمنطوق مداولة إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
بعد ذلك ألقى رئيس المجلس الدستوري، السيد جالو مامادو باتيا، كلمة بالمناسبة عبر فيها عن سعادته بالعمل مع رئيس الجمهورية، مرحبا بالحضور ومؤكدا معرفته الحقيقية له بحكم الاسفار التي جمعتهما.
واستعرض رئيس المجلس العديد من الخصال الحميدة التي طبعت شخصية الرئيس، ومستعرضا عديد الوظائف العسكرية التي تدرج فيها ولد الشيخ الغزواني مرورا بحقيبة الدفاع الوطني ووصولا لرئاسة الجمهورية، وما طبع تلك المسيرة الحافلة من أخلاق وكفاءة وتجربة وإنجاز، قبل أن يعلن السيد محمد ولد الشيخ الغزواني رئيسا لموريتانيا، داعيا إياه لتأدية اليمين الدستورية.
ووسط تصفيق حار تقدم رئيس الجمهورية إلى منصة القسم ليقوم بقراءة القسم الدستورية قبل أن يوشحه رئيس المجلس الدستوري بوشاح الرئيس المنتخب وتقوم القوات المسلحة بإطلاق 21 طلقة كتعبير عن الاحتفال بالتنصيب.
وبعد إعلان المجلس الدستوري للسيد محمد ولد الشيخ الغزواني رئيسا للجمهورية في مأمورية ثانية، ألقى الرئيس خطاب التنصيب الذي رحب فيه بالضيوف وأعاد فضل انتخابه للشعب الموريتاني، ومعبرا عن رجائه ان يكون عند حسن ظنه.
وأكد ولد الشيخ الغزواني أن سيظل رئيسا لكل الموريتانيين ومسؤولا عن تحقيق تطلعاتهم، مشيدا بمهنية وكفاءة الهيئات المشرفة على الانتخابات، ومثمنا دور المجتمع المدني والأحزاب وقادة الراي في إنجاح العملية الانتخابية.
وشكر رئيس الجمهورية كافة المتنافسين في السباق الرئاسي في إثرائهم لتباين الرؤى والآراء.
وأكد ولد الشيخ الغزواني أنه معتز وممتن لما حظي به من دعم خلال المأمورية المنصرمة، التي قال إنه استطاع إرساء دعائم عبورها الآمن وتحقيق الأمن والاستقرار وصون الوحدة والتأسيس للمدرسة الجمهورية ودعم الطبقات الهشة... وغيرها من الإنجازات التي تحققت خلال سنوات المأمورية الأولى.
وأوضح أنه يتوجب الاسراع في تنفيذ البرنامج الجديد الذي زكاه الشعب، مشيرا إلى أنه ليس مجرد وثيقة أعدت للدعاية، "بل هو عهد ووعد لن ادخر جهدا في تنفيذه، وأدعو الجميع للمشاركة في تنفيذ أهدافه ومقاصده"، بحسب تعبيره.
وأكد أن الأولوية لضمان الامن والاستقرار كشرط لا غنى عنه للتنمية، وأنه ستتم تعبئة الموارد لضمان الامن وتوطيد الوحدة الوطنية واللحمة الاجتماعية، وسيسعى لمساواة الجميع وتوزيع عادل للثروة والفرص، موضحا أنه مخطئ من يظن انه سينال من وحدتنا الوطنية.
وقال ولد الشيخ الغزواني إنه طالما ردد بأن هذه المامورية للشباب وبالشباب، مجددا التأكيد على ذلك، "لأن الشباب هو أمل أمتنا وعدتها وعتادها حاضرا ومستقبلا"، على حد قوله.
وأضاف أنه سيكرس كل سياساته لمحاربة البطالة والتعليم وتكوين الشباب، وانشاء جهاز إداري مدعوم يعنى بمعالجة قضايل الشباب.
وأكد أن الحرب ضد الفساد مصيرية لا هوادة فيها، إذ لا تسامح معه مطلقا، وهي حرب الجميع، مشيرا إلى تأتي ضمن استراتيجة اشمل لاصلاح الإدارة وتقريبها وتطوير خدماتها.
وتعهد ولد الشيخ الغزواني بالاستمرار في دعم برامج شبكة الأمان الاجتماعي وتنويعها وشموليتها، وسيستغل ما وصفه برأس المال البشري الذي تعهد بان يكون على سلم اولوياته.
كما تعهد بتنويع وتوسيع التعليم المهني والجامعي، وان تتحسن مستويات النفاذ إلى الخدمات العمومية كالماء والكهرباء، وبتحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي، وتعزيز نظامنا الديمقراطي من خلال فصل السلطات وتعزيز استقلاليتها.
كما تعهد بمواصل العمل بمبدأ الانفتاح والتهدئة السياسية والتشاور والنقاش واليد الممدودة للجميع، معلنا عن نيته فتح حوار شامل يريد ان يكون جادا وبعيدا عما عبر عنها بالمزايدات والمشاكسات والمصالح الخاصة.
وتعهد أيضا بمواصلة اعتماد الدبلوماسية النشطة وحسن الجوار والإخاء
الاندماج الاقتصادي للقارة الافريقية، مؤكدا أن الموريتانيين دعاة سلم وإخاء وحلقة وصل بين العرب والأفارقة.
وفي نهاية الحفل تقدم رؤساء الوفود لتقديم التهانئ لرئيس الجمهورية.