الوئام تنشر النص الكامل لمقابلتها الحصرية مع رئيس حزب الإصلاح الأستاذ محمد طالبنا (فيديو) أجرت وكالة الوئام الوطني للأنباء مقابلة حصرية مع الأستاذ محمد ولد طالبنا، رئيس حزب الإصلاح المنضوي تحت لواء الأغلبية، والحاصل على المرتبة ضمن أحزاب الموالاة من حيث عدد المنتخبين في الانتخابات العامة الأخيرة، وتم تمثيله في الحكومة الحالية من خلال إسناد حقيبة البيئة لأمينته العامة، السيدة بنت بحام ولد محمد لغظف. المقابلة تناولت تقييم حزب الإصلاح لأول حكومة يتم تشكيلها في المأمورية الرئاسية الثانية ومشاركة الحزب فيها، وتعليقا على أجواء الانتخابات الرئاسية وأداء اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات وحياد الإدارة مقارنة بالانتخابات العامة الأخيرة. كما تضمنت المقابلة رؤية حزب الإصلاح لرفض المرشح الرئاسي بيرام الداه اعبيد لنتائج الانتخابات الرئاسية وغيابه عن حفل تنصيب الرئيس المنتخب محمد ولد الشيخ الغزواني. نص المقابلة: وكالة الوئام- كيف استقبلتم إعلان الحكومة الجديدة؟ محمد طالبنا: شكرا، في البداية نرحب بقناة الوئام، وبثها وموقعها، وصحافتها وفنيّيها، نرحب بكم ترحيبا خالصا، في مقر حزب الإصلاح. بالنسبة لسؤالكم عن استقبالنا للحكومة الجديدة: لم نتفاجأ منها، فهي نستقبلها بأنها تجسيد لطموحات صاحب الفخامة محمد ولد الشيخ الغزواني، بأنه سيعمل على انفتاح واسع على الطبقة السياسية من خلال مأموريته الثانية ومن خلال أولويات أرادها، وأراد واختار أن يكون من أهم استراتجيتها خدمة الشباب ومحاربة الفساد، والتعليم، وإصلاح العدالة؛ ولذلك رأَينا أن الحكومة أتت في المستوى الملَبّي لهذا الطموح بالنسبة له. وكالة الوئام- على أي أساس تم إشراك حزب الإصلاح في الحكومة؟.. انفتاح على أحزاب الأغلبية، أم توظيف لمعايير ذاتية في الوزيرة مسعودة بحام؟ محمد طالبنا: كل ما نعرفه بأن حزب الإصلاح يستحق الإشراك في الحكومة؛ لأن النتائج التي خرج بها من انتخابات 2023 جعلته هو الثالث بالنسبة لتصنيف أحزاب الأغلبية، سواء كان من حيث عدد البلديات فالحزب عنده 10 عُمَد، أو من حيث المستشارين لديه 227 مستشارا، أو من حيث النواب فلديه 6 نواب.. إذَن هذه عوامل وضعته في الترتيب بعد حزب الإنصاف وحزب الـudp، وكذلك مستوى حضوره السياسي والإعلامي مع النخبة الوطنية وحضوره في المشهد الوطني الذي جعله حزبا لا تخطئه العين. أما بالنسبة للعوامل التي أشرت إليها فالوزيرة مسعودة عنوان من عناوين الإصلاح؛ فهي الأمينة العامة للحزب، وتقديمها للحكومة تم من قِبل الحزب، فالحزب هو الذي قدّمها كمؤسسة، وهي تمثله أحسن تمثيل ومؤتمنة عليه. وكالة الوئام- ما تقييمكم لأجواء الانتخابات الرئاسية وأداء اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات وحياد الإدارة مقارنة بالانتخابات العامة الأخيرة؟ محمد طالبنا: مرّت العملية الانتخابية الرئاسية في ظروف عادية وفي آجالها المحددة قانونيا ووفقا للشكليات التي حددها القانون، سواء تعلق الامر بظروف الترشح للمترشحين، أو في خطاب الحملة، فلم نرَ العوامل التي تؤثر سلبا على الانتخابات عادة، وهي قد تكون في استخدام السلطة أو في شراء الذمم بالمال السياسي، أو في الخطابات غير المشروعة من المتنافسين، مثل الخطابات الجهوية والقبلية والشرائحية، فكل المتنافسين نُقدّرُ لهم مستوى خطاباتهم، ونحن في حزب الإصلاح -كداعمين في الحملة للمترشح الذي فاز صاحب الفخامة محمد ولد الشيخ الغزواني- نعتبرُ أننا سِرنا في حملة نظيفة، من حيث خطابها وأدائها، ولذلك نتائجها لم تفاجئنا، كلما فاجأَنا فعلا هو أن إدارات الحملة كانت في بعض مواقعها أضعف مما كان بالإمكان وعرفت بعض الخلل وبعض النواقص اللوجستية، وإلا كانت النتائج أحسن مما وقع، فخطاب الرجل كان قويا ومقبولا في المناطق التي زارها، لأنني واكبتُ معه جل تلك الزيارات، هذا من جهة. بالنسبة للشق الثاني المتعلق بشفافية الانتخابات واللجنة المستقلة للانتخابات، نحن في حزب الإصلاح لدينا موقف قديم ورؤية من اللجنة المستقلة بصفة عامة وإشرافها على العملية الانتخابية، ولا نرى فعلا بأنها هي الهيئة المفضلة لمباشرة تلك المهمة، ولكنها كانت في أدائها الأخير أحسن من التجربة السابقة في 2023 بالنسبة للانتخابات التشريعية والمحلية والجهوية، وكذلك حتى من تجارب اللجان الأخرى، لأنها أكثر شفافية، تجلى ذلك ليس في تدخل أفرادها، وإنما في العناصر التقنية المتجددة التي ظهرت من خلال قدرتها على توفير المحاضر الانتخابية بالنسبة لجميع الممثلين المتنافسين، كما أنها نجحَت من خلال المنصة التي أنشأت "ماي سيني" لأنها ترفق محاضر كل المكاتب ورقيا على الموقع فأصبح بإمكان كل ناخب أن يطّلع على النتائج بشفافية ويقوم بمراجعتها، وتبعا لذلك رضِيَ المتنافسون بالنتائج ولم يلجأوا إلى مساطر التظلّم أمام اللجنة أو إلى مساطر الطعن والمراجعة أمام المجلس الدستوري، ولذلك كانت نتائج العملية أكثر إيجابية وشفافة. وكالة الوئام- سؤال أخير.. كيف تنظرون لرفض المرشح الرئاسي بيرام الداه اعبيد لنتائج الانتخابات وغيابه عن حفل تنصيب الرئيس المنتخب محمد ولد الشيخ الغزواني؟ محمد طالبنا: لا أرى في ذلك حالة استثنائية مقارنة مع تطور المسار الديمقراطي في البلد، ففي انتخابات 1992 لم يعترف أحمد ولد داداه بالنتائج ولم يحضر التنصيب، كذلك في انتخابات 1998 ، وكذلك الشأن بالنسبة لسيدي ولد الشيخ عبد الله في الانتخابات التي كانت أكثر توافقية لدى الموريتانيين لم يحضر ولم يعترف بالنتائج، كما أن جميع مراحل وتجارب الزميل النائب الرئيس بيرام السابقة نفس الشيء؛ لم يعترف بها في ترشحه 2014 ولا 2019 ، إذَن الموضوع عادي، فهذه تقديراته هو، ولكنه لم يطعن في العملية الانتخابية ولم يقُد أعمال شغب ولا تشويش على المسار، وأما عن حضوره فالمؤكد أنه تلقى دعوة، ولكنها ظروف، وقد كان خارج البلد لأسباب عائلية كما قرأتُ ووصلني من معلومات منه هو، وبالتالي لا أرى في ذلك طعنا في مشروعية النتائج ولا في شرعيتها ولا في العملية السياسية. نسألُ اللهَ للجميع التوفيق. وكالة الوئام: شكرا جزيلا سيادة الرئيس.