أشرف وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان، الناطق باسم الحكومة، السيد الحسين ولد أمدو، مساء أمس الأربعاء في الأكاديمية الدبلوماسية، على انطلاق فعاليات معرض للتعريف بلوحة الرسام تيودور جيريكو عن موريتانيا.
وخلال الزيارة، تجول الوزير والوفد المرافق له، في أجنحة المعرض المقام لذات الغرض حول الرسوم التذكارية عن البلد، وتلقى من القائمين عليه شروحا وافية عن اللوحات المعروضة ومدى ارتباطها بتاريخ موريتانيا.
وتسعى الوزارة من وراء تنظيم هذه التظاهرة إلى جمع ذرات الذاكرة الموريتانية المتناثرة في العديد من بقاع العالم، فضلا عن كونها فرصة للتعرف على التاريخ والمجتمع الموريتاني خلال القرن التاسع عشر (19) ميلادي، من خلال العمل الفني الذي أبدعته ريشة الفنان العالمي المشهور.
وفي كلمة له بالمناسبة، عبر الوزير عن سعادته بحضور هذا المعرض الذي يعتبر محطة من محطات التكامل بين الهيئات الفاعلة في المجال الثقافي، لتجميع المزيد من التراث الوطني المتفرق بالعالم.
وقال إن اللوحة هي نتاج خالص لشغف متواصل، مثمنا الدور الذي لعبه مقتني اللوحة، مؤكدا أن ذلك يتنزل ضمن مشروع أطلقته الوزارة مرتبط بالدبلوماسية الثقافية، بهدف المزيد من تثمين وصون التراث الوطني، سواء منه الموجود أو ما كتبه الآخرون، معتبرا أن اللوحة نموذج يعكس انفتاح المجتمع وأصالته وقيمه.
وأكد على اهتمامهم في الوزارة بمشروع الدبلوماسية الثقافية، مبينا أن النقطة الأولى له كانت التفكير في إعادة عمليات الاستكشاف الأثري والتراثي للبلد من خلال كل المناطق الموريتانية التي هي مظان لقيام حضارات ومجتمعات سابقة لإعادة إحيائها، وكذا استعادة كل المكتبات والآثار المرتبطة بموريتانيا في العالمين العربي والإسلامي وكذا الإفريقي.
وبين أن دور الوزارة هو تحفيز وتشجيع كل الباحثين والعاملين في القطاع الخاص على تحقيق التكافلية المطلوبة، لصون الإرث والتراث الوطني، مشيدا بمستوى التكامل الحاصل بين مختلف الهيئات المهتمة بالشأن الثقافي، موضحا أن الوزارة ستظل لهم خير سند لمواصلة تجميع التراث على المستوى الوطني والدولي، تشجيعا للباحثين وتحفيزا لهم على تلك الجهود.
وشكر كل الباحثين المهتمين بالشأن الثقافي وتاريخ البلد، مشيدا بما حققوه في هذا المجال.
وبدوره تحدث السيد سيد أحمد ولد الأمير، ، عن أهمية اللوحة، مؤكدا أنها تحتوي على جزء من تاريخ خالد للبلد، موضحا أن اللوحة التي رسمت 1817م ركز رسامها على موريتانيا وحياة الناس في تلك الفترة.
من جهته بين السيد محمد محمود لكحل، مقتني اللوحة، الطريق التي قادته لاقتنائها وما واجهه في سبيل ذلك من تحديات، مؤكدا أن أهميتها وما تضمنته من تاريخ موريتانيا جعله يصر على الحصول عليها رغم كل التحديات.