الوئام تنشر النص الكامل لمقابلتها مع سفير دولة فلسطين بنواكشوط سعادة الدكتور محمد قاسم أسعد الأسعد

أجرت وكالة الوئام الوطني للأنباء مقابلة مطولة مع سفير دولة فلسطين بنواكشوط سعادة الدكتور محمد قاسم أسعد الأسعد، بمناسبة الذكرى الأولى لاندلاع معركة "طوفان الأقصى"، تحدث فيها عن صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، وعن تأثير ذلك على واقع ومستقبل إسرائيل. 

كما تحدث سعادة السفير عن المصالحة الوطنية الفلسطينية، وعن المعركة الدبلوماسية الموازية التي تقوم بها السلطة الفلسطينية في الأمم المتحدة وعبر العالم. 

وختمت المقابلة بحديث الدكتور محمد قاسم أسعد الأسعد عن هبة التضامن الموريتاني الرسمي والشعبي مع الحق الفلسطيني وكفاحه المشروع من أجل دحر الاحتلال وإقامة دولته المستقلة، كما تناول اللقاء تقييما لنقل وكالة الوئام الوطني للأنباء" الصوت الحقيقي والصورة الحقيقية لما يعانيه الشعب الفلسطيني"، بحسب تعبيره.

 

نص المقابلة:

 

وكالة الوئام: في الذكرى الأولى لطوفان الأقصى.. كيف تقيمون عاما من صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته؟ 

 

سفير دولة فلسطين: بداية اسمح لي أن أوجه تحية إجلال وإكبار لشعبنا وبناتنا وأبنائنا في القطاع وفي القدس والضفة الغربية لوقوفهم في وجه هذا المحتل الغاصب، سنة كاملة من الدمار والآلام والجراح والدم، سنة كاملة من الدموع، سنة كاملة من الوداع، سنة كاملة من الذكريات، سنة كاملة من مشاهدة تدمير كل شيء في غزة، المستشفيات والبيوت والمنشآت وأيضا المساجد، وتدمير كل شيء في غزة حتى أصبح الآن حوالي 70‎%‎ من غزة لا يصلح للحياة.

حاولت إسرائيل أن تُعيد غزة إلى آلاف السنين التي مضت بحيث تكون غزة خالية من سكانها. هم يحاولون تدمير كل شيء في غزة، لكن أقول بأن شعبنا صامد وشعبنا سيرفع رايات النصر وشعبنا لن يستكين وشعبنا -كما كان وعهدناه- أنه هو الشعب المرابط الأول المدافع عن القضية الفسطينية وتجلى ذلك من خلال الوحدة الوطنية الفلسطينية في الساحات، في الفصائل الفلسطينية، في مقاومة هذا المحتل، رغم كل شيء، إلا أننا نقول بأن غزة هي جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية، ولن نقبل على الإطلاق بحل أمني أو حل جزئي أو إدارة الصراع، يجب حل الصراع لقضية غزة لأن غزة هي القضية الفلسطينية، وبالتالي عندما ادعت إسرائيل أنها ستضرب فصائل فلسطينية منها حماس والجهاد الإسلامي والفصائل الأخرى والألوية الأخرى هي حقيقة دمرت الشعب الفلسطيني، الشعب الأعزل، الأطفال والنساء، وهذا ما شاهده العالم، وأقر به العالم، أما السواعد التي واجهت هذا المحتل يوميا على مدار سنة كاملة لم تحدث في التاريخ على الإطلاق، في تاريخ إسرائيل، في عام 1982 عندما واجهنا -واجه ياسر عرفات في بيروت 99 يوما هذا المحتل الإسرائيلي وشارون رئيس وزرائه أنذاك، فيبقى الشعب الفلسطيني يواجه إسرائيل في كل الأماكن، لكن يجب القول: يجب وقف هذه الإبادة الجماعية، وأيضا إدارة الصراع، يجب إنهاء الصراع، ويجب ليس إدارته بل حل جذري لذلك، أضف إلى هذه المسألة تنفيذ فتوى محكمة العدل الدولية التي أكدت على أن إسرائيل محتلة، وأن إسرائيل يحب عدم التعامل معها في ظل هذا الظرف، وأيضا يجب عدم التعاطي مع المستوطنين وعدم الاعتراف بالاستيطان وعدم الاعتراف بما يقوم به الاستيطان الإسرائيلي في هذه المرحلة، وحماية المنظمات الأساسية المرتبطة بالقضية الفلسطينية، كالأنروا، العنوان الأساسي للاجئين الفلسطينيين، حق العودة هذا حق مُقدَّس، وللعلم عندما تم الاعتراف بإسرائيل 1947 كان هناك شرط أساسي للاعتراف بإسرائيل أن تقوم إسرائيل بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، حتى هذه اللحظة إسرائيل لم تعترف، وغير ذلك أنا أتحدى أن يقول أحد لي ما هي حدود إسرائيل اليوم؟ لا توجد هناك حدود لإسرائيل، أضف إلى هذه المسألة أنه يجب التأكيد على قضية أساسية الا وهي دعم المشروع الوطني الفلسطيني في الاعتراف بالدولة الفلسطينية لتكون عضوا كاملا متكاملا في الأمم المتحدة، وفي النهاية يجب القول بأن أمامنا تحديات للحكومة الفلسطينية وهي تتجلى في ثلاث قضايا : المسألة الأولى وقف العدوان، والمسألة الثانية إعمار غزة، والمسألة الثالثة استمرارية الاقتصاد، المسألة الرابعة والأخيرة عملية إصلاحية لدى السلطة الوطنية الفلسطينية، وهذا ما نحن نتمناه من أجل الوصول إلى حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية ببناء دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

 

وكالة الوئام- هل ترون أن هيبة إسرائيل ومستقبلها باتا على المحك بعد عام على اندلاع طوفان الأقصى؟ 

 

سفير دولة فلسطين: أخي جمال، كما قلنا يعني أن عاما مر من الآلام وعام مر من الظلم وعام مر من التدمير، ولكن رغم كل ذلك بقي الفلسطيني والفصائل الفلسطينية خلال عام تواجه هذا المحتل، وإضافة إلى ذلك الطموحات الإسرائيلية هي أكبر من قطاع غزة، بدأت في الآونة الأخيرة في مرحلة جديدة وهي مرحلة جنوب لبنان، ولن تقف عند ذلك، في حال إن لم تكن هناك قوة رادعة لإسرائيل، طموحات إسرائيل كما أشار لها السيد ياسر عرفات هي من الفرات إلى النيل، وهو ما يتوجه به رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في توراتيه بأنه هو المبعوث من الله عز وجل، وبالتالي يقوم الآن ويحول هذه الحرب إلى حرب دينية وليست حربا سياسية.

أخي جمال عندما نتحدث عن مسألة إسرائيل يجب أن نستذكر كيف قامت إسرائيل؟ ومن الذي ساعد إسرائيل؟ وكيف خلال -تقريبا- ثمانين سنة (77 سنة / 78 سنة) كيف بقيت إسرائيل؟ طبعا إسرائيل عندما جاءت بناء على قرار أممي، لكن سبق ذلك وعد بلفور، وما سبق أيضا وعد بلفور الذي هو مؤتمر بازل 1897 الذي أُقر فيه إقامة كيان جديد اسمه إسرائيل في الشرق الأوسط، وبدعم كامل من رؤساء الأموال، روتشر وراد فيلر، وأيضا هناك الامبريالية العالمية والعالم الغربي، وبالتالي خُلقت إسرائيل من أجل خلق زعزعة هذه المنطقة برمتها، وبالتالي خلال هذه المعركة وأنا أتذكر في حرب 1973 البعض يقول حرب تحريرية، لن نقف أمام التسميات، وعندما قالت غولدا مائير أن الحزب دخل كل بيت، لكنها استذكرت بأت لديه هناك منشآت نووية، وللأسف أنه إلى حد الآن إسرائيل لم تدخل المنظمة المتعلقة بالنووية في العالم، وبالتالي هي حاولت استعمال واستغلال ذلك من أجل الضغط على المنطقة، وجاء كيسنجر أنذاك ليلعب دور الخبيث من أجل وقف هذه الحرب، والآن عندما بدأت هناك حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني عاما مضى جاءت أمريكا وجاء الاتحاد الأوروبي وجاء العالم كله ليدافع عن إسرائيل ضمن سردية كاذبة من إسرائيل حول ما أطلقته بأن هناك قتل ودمار وإلى آخره، ولكن في المحصلة النهائية نجد بأن العالم ملتزم بالدفاع عن إسرائيل ووجود إسرائيل، وباعتقادي أن الحل الوحيد الآن لهذه المنطقة من أجل استقرار لهذه المنطقة يرتبط وفقط بمسألة حل القضية الفلسطينية وهو الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

 

وكالة الوئام- ما الذي قدمته السلطة الفلسطينية على المسار الدبلوماسي لإنهاء الحرب على غزة والضفة ولمنع تهويد القدس وتدنيس الأقصى؟

 

سفير دولة فلسطين: نعم، هذا سؤال مهم جدا، إذا تذكرنا منذ بداية العدوان الإسرائيلي والحرب الإبادية على الشعب الفلسطيني، أطلق السيد الرئيس ثالث يوم مبادرة أساسية هى مبادرة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وقال بأننا بالوحدة الوطنية الفلسطينية نستطيع أن نواجه العالم كله، وبأنه بالوحدة الوطنية الفلسطينية نستطيع أن نعمل كل شيء في المحافل الدولية، لا ننسى بأن هناك إنجازات قامت بها السلطة الوطنية الفلسطينية. 

دعني أقول  منظمة التحرير الفلسطينية، إذا أتذكر هناك المؤتمرات المتتالية للجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والبرلمان العربي ومنها أيضا الاتحاد الإفريقي الذي تجلى أنذاك بموقف موريتانيا للسيد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، في هذا الصدد، لا ننسى أيضا أن ما حققناه في محكمة العدل الدولية هو ضمن الدبلوماسية الفلسطينية الضاغطة على محكمة العدل الدولية لأخذ القرارات والفتوى التي تحدثتُ عنها وهي أولا عدم بشرعية إسرائيل على أراضي 67 ، عدم شرعية الاستيطان في أراضي 67 ، عدم التعامل مع منتجات الاستيطان في أراضي 67 ، قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، و 37 كلم من البحر الميت هي جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية، هذا ما أكدته المحافل الدولية والدبلوماسية الفلسطينية، ذهبت الدبلوماسية الفلسطينية إلى أبعد من ذلك، وهو الذهاب إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، واستصدر هنالك قرار مهم جدا وهو إعطاء تقريبا 12 شهرا للانسحاب الكامل من أراضي فلسطين المحتلة، وفي حال لم تلتزم إسرائيل نحن ندعو إلى تنفيذ البند السابع وهو استعمال القوة في هذا الجانب، أضف إلى ذلك خطاب السيد الرئيس في البرلمان التركي، عندما قال قررت أنا والقيادة الفلسطينية أن نذهب إلى قطاع غزة، وقال إما النصر أو الشهادة، ثم قال ليس منا وليس معنا وليس بيننا من يفرط بحبة تراب من فلسطين أو حجر من أحجار القدس التي هي عاصمة فلسطين الأبدية، أضف إلى ذلك خطابه الشهير في الأمم المتحدة، ومن ثم هنالك ظهرت المبادرة، وفي هذا السياق أتوجه بالشكر الجزيل للملكة العربية السعودية ووزير خارجيتها والدول التي اجتمعت من أجل ليس التمهيد لمفاوضات أبدا، وإنما لتجسيد الدولة الفلسطينية، وهذا جهد طبعا تشكر عليه المملكة العربية السعودية والدول العربية الأخرى التي انضوت تحت إطار ذلك، إضافة إلى هذه المسألة محكمة الجنايات الدولية نحن بانتظار أن تصدر هناك قرارات باعتقال المجرمين نتينياهو وأيضا بن غفير وسموتريتش وكل القتلة الإسرائيليين الذين شاركوا في قتل الأطفال والشعب الفلسطيني، نعم، المبادرة الأخيرة التي قام بها السيد الرئيس في ما يتعلق بموضوع الوحدة الوطنية الفلسطينية وهذا -أخي جمال- مهم جدا، لأننا كنا دائما في منظمة التحرير الفلسطينية رغم كل الصعاب التي نواجهها وكما كان يقول الشهيد ياسر عرفات بأن منظمة التحرير هي عبارة عن غابة للديمقراطية، كنا نختلف، وكنا -على اختلافنا الأيديولوجي- نتفق على مسألة واحدة أساسية أن منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد ولم نكذب على شعبنا، لو تتذكر عام 1974 كانت هناك مبادرة من الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وتبناها المجلس المركزي، تقول : بناء أي كيان فلسطيني أو يتم الانسحاب منه أو يكون هنالك تحرير، وبالتالي نحن كنا صادقين مع شعبنا وكنا صادقين مع العالم في هذه المسألة، من هنا أقول لك بأن الدبلوماسية الفلسطينية العامة الشعبية والرسمية والرقمية لعبت دورا مهما جدا في توضيح هذا الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وآلام وجروح الشعب الفلسطيني.

 

وكالة الوئام- هل تقدمت السلطة والفصائل على طريق تنفيذ قرارات اجتماع التوافق الوطني الأخير في الصين؟

 

ج : نعم، اليوم هنالك لقاءات بين حركة فتح وحماس من أجل الحوارات بين الفصيلين، وأنا أقول أنه يجب أن تكون الحوارات بين كل الفصائل الفلسطينية وليس فقط بين فصيلين، لأن الشعب الفلسطيني لديه تقريبا حوالي 15 حزبا وتنظيما، صحيح هو الخلاف كان في بدايته بين حركة حماس وحركة فتح، ولكن هذه الحوارات لا تخص الشعب الفلسطيني، تخص الفصائل الفلسطينية، للأسف لقد التقت الفصائل الفلسطينية مطولا، والبداية لو تتذكر كانت في مكة والدوحة والقاهرة وعَمّان وبيروت والعلمين وموسكو، ثم الصين، والصين مرة أخرى.. نحن كنا نقول بأن هنالك متطلبات، لا شك الوحدة الوطنية الفلسطينية هي أساس في إدارة كل شيء للشعب الفلسطيني، ولكن نؤكد على التالي : منظمة التحرير الفلسطيني هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، لقد دفعنا ثمنا غاليا جدا للتأكيد على ذلك منذ 1965 ، للتأكيد على أن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد، اليوم الخروج عن ذلك، وهي المنظمة الوحيدة للشعب الفلسطيني المعترف بها دوليا، ومن ثم قلنا إن هنالك علم واحد، وكنا سلطة واحدة، وكنا سلاحا واحدا، وللأسف لم نصل إلى تفاهمات واتفاقيات خلال الفترة الزمنية السابقة في هذا المضمار، تأمّلنا خيرا في السنوات ما قبل الحرب الإبادية التي هي طوفان الأقصى، تأمّلنا خيرا بهذه اللقاءات التي تمّت بين الفصائل الفلسطينية، لكن أقول الآن بأن هنالك عملية جادة ولقاء اليوم بين حركتَي فتح وحماس آمل أن تخرج هناك بما فيه مصلحة الشعب الفلسطيني، الوحدة الوطنية الفلسطينية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، هي المدافع الأول عن مصالح الشعب الفلسطني وعن مستقبل الشعب الفلسطيني. تعرف أخي جمال، عندما كنا نتحدث سابقا مع الأوروبيين كانوا يقولون لنا اذهبوا كي تتفاهموا وتتوحدوا بينكم، وكانت هذه ذريعة لنتنياهو وكان يقول: مع من أفتح الحوار؟ وكانت يدنا دائما ممدودة لكل الفصائل الفلسطينية. اليوم بعد سنة كاملة من الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، لا مجال آخر ولا بديل آخر عن الوحدة الوطنية الفلسطينية، للتأكيد على المستقبل السياسي؛ وقف هذه الحرب الإبادية، إعمار غزة، وحماية الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، هذا هو الأساس.

 

وكالة الوئام- كيف تنظرون إلى هبة التضامن الموريتاني الرسمي والشعبي مع أهلنا في فلسطين؟

 

سفير دولة فلسطين: تعجز الكلمات عندما نتحدث عن موقف موريتانيا، موريتانيا اسمح لي أن أوجه تحية إجلال وإكبار لبناتها وأبنائها وشيوخها ورجالها وعلى رأسهم فخامة الرئيس محمد الشيخ الغزواني، هذا الموقف الصلب والثابت في دعم القضية ومساندة قضية الشعب الفلسطيني، أستذكر موقف فخامة الرئيس منذ البدايات، عندما كان هناك مؤتمر للجامعة العربية للسلام، وموقفه الثابت أنذاك، ومن بعد هنالك أستذكر مستشفى المعمداني عندما أمر سيادة الرئيس بتنكيس الأعلام والحداد ثلاثة أيام، أضف إلى ذلك الموقف الأخوي والشريف وشعرت بأنه رئيسا لدولتَين، فلسطين وموريتانيا، عندما قال لرئيس الوزراء الإسباني أنا أشكرك لموقفك من الشعب الفلسطيني، هذا موقف نبيل وأخوي وصادق من القلب. 

أوجه الشكر والتحية لفخامة الرئيس وللشعب الموريتاني. سنة كاملة -كما قلنا- من العذاب والآلام للشعب الفلسطيني، سنة كاملة وتخرج موريتانيا بكل فئاتها وأحزابها السياسية، الموالاة والمعارضة، في صف واحد، عندما تعلق الأمر بالقضية الفلسطينية، هذا -حقيقة الأمر- لم نشاهده في أي بلد آخر، سوى هنا، أضف إلى ذلك، أتوجه بالشكر لكل المساعدات التي قدمتها موريتانيا على مر الزمن منذ استقلالها 28 نوفمبر 1960 ، تقديم المساعدات المادية والمعنوية والسياسية للشعب الفلسطيني، وكانت هي السبّاقة في الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وفي ذاك اليوم عندما أعلن ياسر عرفات بقصر الصنوبر إعلان الاستقلال، في الليل وزير الخارجية استدعى السفير الفلسطيني وقال له يحب علي أن أرى صباحا أن هناك سفارة دولة فلسطين، هذا الموقف -أخي جمال- الشعب الفلسطيني ممتن له جدا، ودعني أقول حادثة بسيطة جدا، وهي مُعبِّرة، وأنا أحب أن أذكرها دائما، في بدايات الحرب جاءني من عمق الصحراء رجل "شيباني" استقبلته هنا، فقال لي يا ابني : جئتُ لأتبرع براتبي التقاعدي المتواضع، فقلبي نزف دما، وعيني دمعَت، قال لي جئتك من آلاف الكيلومترات، المسألة ليس لها علاقة بالكم، هي في النوع، هذا هو الدليل، وهذا هو انعكاس، وهذا هو شعور موريتانيا باتجاه الشعب الفلسطيني، موريتانيا عندما نتحدث عنها وعلاقتها مع فلسطين علاقة توأم، وبالتالي نحن ممتنون جدا لكل فئات الشعب الموريتاني، ولكل من هو يحمل جنسية موريتانية في دعمه للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، شكرا، شكرا، شكرا. في نهاية هذه الجلسة الجميلة واللقاء المُعبِّر اسمح لي -أخي جمال ولد اباه- ولوكالة الوطني للأنباء أن أشكرك على هذا اللقاء، وليس فقط هذا اللقاء، أبدا، الوكالة كانت دائما -وأنا متابع لها- تُغطّي الأنباء الفلسطينية، وأنت تعلم بأن الجانب الإعلامي -أخي جمال- مهم جدا لنقل الصوت الحقيقي والصورة الحقيقية لما يعانيه الشعب الفلسطيني، إخوتنا وأهلنا، ليس فقط الموريتانيين، لا أبدا، هناك قُرّاء كثيرون من دول أخرى، وسفارات أخرى أوروبية التي تتابع وكالة الوئام، وطبعا عندما وكالة الوئام تتحدث عن آلام الشعب الفلسطيني وطموحاته وتطلعاته هي تُعبِّر عن الموقف الفلسطيني الحقيقي، وعن الخط السليم في هذا الاتجاه.

 مرة ثانية أشكرك أخي جمال، وأشكر الوكالة على هذا اللقاء، وعلى تعاونكم وحسن علاقتكم مع الشعب الفلسطيني عامة، ومع سفارة دولة فلسطين خاصة.

 

أجرى الحوار: جمال أباه

 

جمعة, 11/10/2024 - 13:22