(افتتاحية الوئام ) بعيدا عن الشعارات والاستغلال الإعلامي، يتابع رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، باهتمام كبير تطبيق توجيهاته لمختلف القطاعات الحكومية المعنية بالتدخل الفوري والشامل في مدن وقرى الضفة التي تضررت من فيضانات ارتفاع منسوب النهر.
لقد تمت تعبئة الدولة بكافة طاقاتها ومواردها من أجل التصدي للكارثة، فتضافرت الجهود الإغاثية والطبية والأمنية التي وصلت ليلها بنهارها من أجل إنقاذ الأرواح والممتلكات وتوفير الإيواء، مع ما يتطلبه ذلك من التكفل الغذائي والدوائي.
كانت الدولة حاضرة بكل قوتها وإمكانياتها منذ اللحظة الأولى للكارثة، ممثلة في قطاعات الداخلية والدفاع والصحة والتجهيز والنقل والطاقة والنفط والمياه والصرف الصحي والمندوبية العامة للتآزر ومفوضية الأمن الغذائي، والقوات المسلحة البرية والبحرية، فتم الإجلاء السريع والإيواء المنظم والإحصاء الفوري للمتضررين ولممتلكاتهم التي جرفتها السيول.
الحكومة لم تتفاجأ بالكارثة ولم تتركها مفاجئة للساكنة، فبعد الاطلاع على تقارير آليات الرصد اليقظة، بدأت حملة تحذير استباقي شاملة لسكان المناطق المعرضة للتضرر، قبل أن تسارع إلى إعداد برنامج عمل متعدد القطاعات وبتنسيق محكم بين تلك القطاعات، وشكلت لجنة وزارية وأخرى فنية ظلتا في حالة انعقاد دائم.
وعلى الفور وفرت الدولة الخيم والمواد الغذائية والمستلزمات الطبية، وقامت المصالح المختصة بالعمل الفوري على إعادة ترميم الطرق والممرات.
وأدى تدخل وحدات من الجيش الوطني بقوارب مطاطية إلى تسريع عمليات الإنقاذ والإجلاء، وهو ما أدى، بشكل فعال وسريع، إلى
النجاح في تفادي الخسائر البشرية والحد من الخسائر المادية.
ونشر موقع الجيش الوطني، عبر صفحته في الفيسبوك، "حماة الديار وضعوا السلاح ساعة، ليواجهوا الفيضانات وينقذوا الغرقى والمنكوبين".. وهو ما تم بالفعل بشهادة المراقبين والمتضررين.
لقد أثمر عمل اللجنة الوزارية تنسيقا محكما لإعادة توفير الخدمات، خصوصا الماء والكهرباء، في حين يتم تحديث المعطيات الميدانية على مدار الساعة، بالتوازي مع توسيع مناطق الإيواء واستمرار ترحيل المتضررين وإحصائهم وتوثيق الخسائر في ممتلكاتهم، مع تغطية كل المناطق المتضررة بمعدات الإيواء والمساعدات.
لقد حرص أعضاء اللجنة الوزارية المكلفة من قبل رئيس الجمهورية بالتدخل الفوري، إنقاذا لأرواح المواطنين وتأمينا لممتلكاتهم، على الحضور الميداني في المواقع التي شهدت السيول، وفي مناطق الإيواء الآمنة.
وبالتوازي مع العمل الحكومي الجبار، وصلت بعثة حزب الإنصاف الحاكم، المكلفة بتفقد أحوال المتضررين من الفيضانات، برئاسة الأمينة التفيذية المكلفة بالصحة والترقية الاجتماعية السيدة أم الخيري بنت المصطفى، مدينة كيهيدي عاصمة ولاية گورگول مساء الجمعة الماضي، في إطار المحطة الأولى لعملية الاطلاع التي تشمل ولايات الضفة الأربعة، حيث توجهت البعثة، رفقة مسؤولي الهيئات الحزبية باتحادية گورگول يتقدمهم الأمين الاتحادي ورئيس قسم كيهيدي وعمدتها، إلى الأحياء المتضررة على متن زورق تجول بهم داخل النهر، حيث تمكنت البعثة من معاينة البيوت الواقعة في المناطق التي غمرتها المياه.
سهر رئيس الجمهورية على متابعة تنفيذ تعليماته بسرعة التدخل الحكومي في المناطق المتضررة، لم يفاجئ المراقبين، الذين عودهم على وضع خدمة المواطنين في أوقات الرخاء على رأس أولوياته، فكيف به والمواطنون في حالة الشدة والكرب، خاصة أن المتضررين اليوم يقعون في منطقة الضفة التي يولي لساكنتها اهتماما خاصا منذ انتخابه منذ أكثر من خمسة أعوام، حيث كانت في طليعة المناطق المستهدفة ببرامج الدعم الاجتماعي، فضلا عن زياراته المتكررة لتلك الولايات التي أطلق منها جملة من المشاريع التنموية الهامة، ونالت حظا وافرا من خطاباته التي ضمنها عبارات من بعض اللغات التي يتحدثها قطاع واسع من سكان ولايات الضفة، كتعبير عن الوحدة الثقافية للشعب الموريتاني، وعن الاهتمام الكبير بتطوير وتعميم وترسيم تلك اللغات.
وكالة الوئام الوطني للأنباء