(افتتاحية الوئام ) - لم تكد تمضي المائة يوم الأولى على تشكيل حكومة الوزير الأول المختار ولد اجاي حتى لاحظ المراقبون ديناميكية جديدة في العمل الحكومي، اتسمت بوضوح الرؤية وبالصرامة المطلوبة لإنجاز وتسريع البرنامج الحكومي المستوحى من برنامج رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي نال ثقة الناخبين في مستهل ثاني مأمورية رئاسية له بعد أن أدار مأموريته الأولى بحكمة وتحد كبير لكافة التحديات العابرة للحدود.
ففي المائة يوم الأولى من عمر حكومة ولد اجاي تم كسر الروتين الإداري والجمود التنفيذي للمشاريع وللتعليمات العليا، وتم تحطيم كافة الحواجز التي ظلت تحجب المسؤول الكبير عن المواطن البسيط، فأصبح الانضباط والعمل الجاد في المشهد الحكومي سيد الموقف، والقاعدة المشاعة بعد أن ظل الاستثناء لفترات طويلة من عمر الدولة.
فمنذ الأيام الأولى لتشكيل الحكومة الجديدة، بدأ الوزير الأول المختار ولد اجاي عقد الاجتماعات المتتالية مع الجهات المعنية بانسيابية التموين وبرفاهية المواطن.
كانت البداية مع ملاك مصانع الاسمنت، حيث أسفر الاجتماع عن تخفيض معتبر لهذه المادة الأساسية لتعمير المدن والقرى، وقد أسفرت الاجتماعات التي عقدها مع تجار المواد الغذائية ومستوردي الغاز المنزلي عن تخفيضات معتبرة لأسعار المواد الأساسية والغاز.
وعلى مستوى الخدمات، ساهمت جهود وتعليمات الوزير الأول المختار ولد اجاي في رفع تحدي العطش، حيث تصدر قطاع المياه المجالات التي تم تحديد إصلاحها كأولوية قصوى.
وشهد قطاع الكهرباء عناية خاصة من قبل ولد اجاي، فجاءت حملة تحصيل ديون الشركة الوطنية للكهرباء (صوملك) فعالة وذات نتائج إيجابية انعكست على تقديم الخدمات بشكل أفضل من السابق.
وفي مجال حركة السير داخل العاصمة نواكشوط، التي تضم أكثر من ثلث المواطنين فضلا عن الأجانب المقيمين والزوار، قامت وزارة التجهيز والنقل بجهد كبير وفعال أدى إلى ضبط النظام العام وتنظيم السير فانسابت الحركة وتراجعت المخالفات التي طالما تسببت في اختناقات مرورية عطلت الكثير من مصالح الناس، بل وأدت، في بعض الحالات، لخسائر في الأرواح والممتلكات.
وتمضي المشاريع الخدمية والبنى التحتية الهامة، في صمت ودونما ضجيج، في مجالات الطرق والإعمار والمياه والكهرباء والتعليم والصحة... وغيرها من المجالات الحيوية الضرورية للوطن والمواطن.
وبفضل حكمة ولد اجاي وحرصه الجلي في الحفاظ على جو الانفتاح والانسجام، الذي أوجده الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني منذ أول يوم له في مأموريته الأولى، تحلت الحكومة بروح الفريق، فجاء عملها تكامليا ومنسجما يشد بعضه بعضا.
غير أن الإنجاز الرائد الأبرز، الذي حققته حكومة ولد اجاي ونال تثمين المراقبين وإشادة المستفيدين، هو افتتاح منصة "عين" لتقديم تظلمات المواطنين للجهات المعنية بشكل مباشر وبكل سرعة وشفافية، فكانت جسر عبور لهموم تنطلق من منصة هاتف المواطن لتحط رحالها في أقل من ثانية على مطار شاشة المسؤول دونما موعد مسبق، أو بواب ينتظر الإذن، أو سكرتير يرتب الأولويات حسب هواه.
إن "عين" أعضاء الحكومة هذه تظل مفتوحة حتى وهم نيام في منازلهم، أو مشغولون في مكاتبهم، لتذكرهم، كلما نظروا في هواتفهم، بأن مواطنا بسيطا في مكان قصي ينتظر رفع ظلم او تلبية طلب أو إنجاز مشروع.
لقد استطاعت حكومة الوزير الأول المختار ولد اجاي وضع قطار الإنجاز على سكة الإصلاح خلال المائة يوم الأولى من تشكيلها، لتكون بذلك الأجدر بثقة رئيس الجمهورية، والأولى برضى المواطنين.
وكالة الوئام الوطني للأنباء