افتتاحية الوئام / من وادان إلى شنقيط.. الوحدة والانسجام والعدالة في خطابات الرئيس الغزواني

(وكالة الوئام الوطني للأنباء - افتتاحية)/ بعد ثلاثة أعوام من دعوته في مدينة وادان التاريخية، خلال افتتاحه لفعاليات النسخة العاشرة من مهرجان مدائن التراث، لتطهير موروث موريتانيا الثقافي من رواسب الظلم الشنيع والتخلص نهائيا من تلك الاحكام السابقة والصور النمطية التي تناقض الحقيقة وتصادم قواعد الشرع والقانون وتضعف اللحمة الاجتماعية والوحدة الوطنية وتعيق تطور العقليات وفق ما تقتضيه مفاهيم الدولة والقانون والمواطنة، عاد رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، ليدعو اليوم من مدينة شنقيط التاريخية، في خطابه خلال النسخة الثالثة عشرة لمهرجان مدائن التراث، إلى بناء مجتمع متصالح مع نفسه، واثق في مؤسساته، قوي التلاحم وراسخ الوحدة، داعيا إلى هبة وطنية جامعة قوية لتغيير العقليات السلبية، والتخلص من كل النعرات الضيقة، وخطابات الكراهية، ونزعات الاستعلاء تحصينا لشعبنا ذي التاريخ الواحد والمستقبل المشترك.

لقد ورث الرئيس الغزواني وضعا مجتمعيا اتسم بالشحن العنصري والاحتقان السياسي والتجاذب الجهوي، اعتبره المراقبون قنبلة موقوتة وتحديا لكبيرا للسلطة التي ستخلف نظام العشرية المتهم من قبل البعض بإذكاء الخلافات والنعرات لحاجات في نفسه يعتقد مراقبون أن المأمورية الثالثة كانت في مقدمتها.

وإدراكا من ولد الشيخ الغزواني لخطورة الوضع، سارع لاتخاذ خطوات جادة ومتلاحقة لإعادة اللحمة الوطنية والتشاور السياسي، فبدأ جملة خطوات عاجلة في مقدمتها المدرسة الجمهورية وإطلاق المشاريع التنموية ذات النفع القاعدي والأفقي وتعزيز اللامركزية، فضلا عن سن القوانين التي تجرم المساس بالوحدة الوطنية وجعلها نصب عينيه في الخطابات والخرجات الإعلامية، كما عمد إلى تهدئة الساحة السياسية وانتهاج سنة التشاور والانفتاح... وهي أمور أكدها فخامة الرئيس بالقول إن البلاد بذلت جهودا كبيرة على مدى السنوات المنصرمة في العمل على تقوية هذه الوحدة وتعزيز الانسجام الاجتماعي والتصحيح التدريجي لميزان العدالة الاجتماعية بالانفتاح السياسي وتقوية المدرسة الجمهورية وركائز دولة القانون وبإصلاح المنظومة الإدارية.

ويأتي رئيس الجمهورية اليوم، في بداية مأموريته الجديدة، ليؤكد في خطاب شنقيط اللحمة الوطنية خط أحمر لا يمكن تجاوزه بالأقوال ولا بالأفعال ولا بالعقليات البائدة التي لم يعد لها مكان في موريتانيا المتصالحة مع ذاتها، والمؤمنة بقيم دينها الإسلامي الحنيف، إذ لا مجال للتنكر لوحدة الحاضر واشتراك المستقبل. 

وأوضح ولد الشيخ الغزواني أن مهرجان مدائن التراث "يهدف في المقام الأول إلى ترقية المدنن التاريخية، وكنوزها الفريدة، ومدها بأسباب البقاء والتطور والنماء، وتقوية الإحساس لدى المواطنين بضرورة التمسك بما اتسم به بناة هذه المدائن من قدرة فائقة على الصمود قوامها التضامن والتلاحم، ومن إيمان قوي بالقيم والمعاني الدينية والأخلاقية التي صهرت تنوعنا الثقافي الفريد في هوية حضارية متميزة ووحدة وطنية جامعة".

لقد حرص رئيس الجمهورية، منذ نسخة شنقيط الأخيرة من مهرجان مدائن التراث قبل أكثر من خمسة أعوام، على تحويل المهرجان إلى تظاهرة إنمائية بقدر ما هي مهرجان ثقافي، فتمت تعبئة ما يربو على 16 مليار أوقية قديمة لصالح مختلف جوانب التنمية في المدائن التراثية بما فيها جوَل، خلال نسخ المهرجان الأخيرة، مخصصة لتعزيز الخدمات الأساسية من مياه وكهرباء وطرق وصحة وتعليم واتصالات، فضلا عن دعم المساجد والمحاظر والحرفيين ودور المخطوطات ودعم الشباب والنساء والصناعة التقليدية والسياحة، ينضاف إلى ذلك مايربو على 12 مليار أوقية قديمة خصصت للتشييد الجاري لطريق أطار شنقيط فكا للعزلة عن المدينة، وإنفاذا لما كان رئيس الجمهورية قد وعد به سابقا.

وخلال خطابه الافتتاحي لنسخة شنقيط الجارية، أوضح ولد الشيخ الغزواني أن المكونة الاقتصادية المخصصة لمهرجان مدائن التراث تعتبر مكملة للمكونة الثقافية الموجهة الى المحافظة على الكنوز والدرر التراثية التي تعج بها المدينة، مخططات كانت أو عمرانا، مؤكدا أن مهرجان مدائن التراث "يهدف في المقام الأول إلى ترقية مدننا التاريخية، وكنوزها الفريدة، ومدها بأسباب البقاء والتطور والنماء، لكنه في الوقت ذاته، يهدف إلى تقوية الإحساس لدى مواطنينا عموما بضرورة التمسك بما اتسم به بناة هذه المدائن من قدرة فائقة على الصمود قوامها التضامن والتلاحم، وكذلك من إيمان قوي بالقيم والمعاني الدينية والأخلاقية التي صهرت تنوعنا الثقافي الفريد في هوية حضارية متميزة ووحدة وطنية جامعة".

ولم يشأ ولد الشيخ الغزواني إنهاء خطابه الافتتاحي دون الإشارة إلى ما يزخر به تاريخ مدينة شنقيط العريقة من معان سامية وقيم بناءة، في تعزيز الوحدة الوطنية والانسجام المجتمعي، داعيا للحفاظ على ذلك الإرث ووضعه قدوة ونبراسا لما يجب أن يكون عليه المجتمع في حاضره، وفي قابل أعوامه وعقوده إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

فمن وادان 2021 إلى شنقيط 2024، مرورا بجول 2023، يواصل رئيس الجمهورية دعوته، بل فرضه لوحدة المواطنين وانسجام المجتمع وعدالة الدولة، لتظل تلك الدعوة والأوامر الصارمة لازمة في خطاباته وخرجاته الإعلامية.. بل وفي تغريداته التي تواكب الأحداث.

 

وكالة الوئام الوطني للأنباء

 

أحد, 15/12/2024 - 19:16