افتتاحية/ قادة المعارضة في القصر الرئاسي.. رسائل الاستمرار في جو الانفتاح تتجدد

(وكالة الوئام- افتتاحية)/ لم يستغرب المراقبون إبقاء أبواب القصر الرمادي في قلب العاصمة نواكشوط مشرعة أمام الطيف السياسي المعارض، فهي لم توصد أمام قادة المعارضة منذ أن تولى الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني مقاليد السلطة فاتح أغسطس 2019.

فمنذ ذلك التاريخ تم نزع فتيل الاحتقان السياسي الذي وصل حد القطيعة بين النظام والمعارضة، بل والتنابز بالألقاب في العديد من الحالات.

لقد ظل القصر الرئاسي قبلة للطيف السياسي برمته، وهو الذي واجه انفتاح الرئيس الغزواني بالرضى والإشادة، وبمزيد من التواصل والتشاور.

وفي بداية المأمورية الرئاسية، وقبل انقضاء نصف عامها الأول، اجتمع الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني داخل مكتبه الرئاسي بكل من زعيم المعارضة الديمقراطية أماتي ولد حمادي، والزعيمان أحمد ولد داداه ومحمد ولد مولود، قبل أن يستقبل رئيس ائتلاف قوى المعارضة المنافحة للنظام، بيرام ولد الداه ولد اعبيد، وهي اللقاءات الممهدة لحوار جامع سيناقش الكثير من الملفات المتعلقة بمستقبل العملية السياسية.

الحوار المرتقب سبق أن وعد به الرئيس الغزواني، متعهدا بأنه “لا يقصي أحدا، ولا يستثني موضوعا”، وهو ما تعهد به وجسده منذ أول وهلة خلال مأموريته الأولى.

لقد عمل رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، مبكرا على تنقية الأجواء السياسية المتوترة بين النظام والمعارضة التي سادت العقد السابق لفترة حكمه، مفسحا المجال أمام تركيز الانشغال على تنفيذ برنامجه الانتخابي الذي نال ثقة غالبية الناخبين، وأعاد رسم العلاقة مع المعارضة كشريك ناصح يراقب وينبه ويصحح، بعد أن ظل النظام السابق ينظر إليها كعدو متآمر فاقد للحس الوطني والأهلية والكفاءة طيلة عشرية الشد والجذب والتخوين.

لقد ظهر التناغم بين النظام والمعارضة

بطريقة هادئة و سلسة، فتم فتح وسائل الإعلام العمومية أمام قادة ونخب المعارضة، حتى من ناصب الرئيس منهم العداء وكال له التهم الجزاف خلال الحملات الانتخابية.

ولم يكن لجو التناغم هذا أن يتحقق لولا جدية رئيس الجمهورية في تطبيق تعهداته بالانفتاح على المعارضة والاستفادة من تجاربها وكفاءاتها ونصحها، وهو ما مهد لبناء جسور الثقة بين فرقاء الطيف السياسي ليتفرغ الجميع لبناء وطن هو في أمس الحاجة لتكاتف جهود أبنائه بدل السير بهم في دروب الاختلاف وتعطيل التكامل.

لقد مكنت تلك الأجواء السياسية الهادئة وزراء الحكومات المتعاقبة خلال السنوات الأخيرة من التفرغ للإطلاع على سير العمل في مختلف المصالح التابعة لقطاعاتهم، وفي مباشرة وضع الخطط والبرامج والحلول المناسبة، فتسارعت وتيرة العمل في القطاعات الخدمية، حيث لمس المواطن البيسط تغيرات إيجابية أشعرته بأنه الغاية المستهدفة بتقريب الخدمات والاستفادة من مقدرات بلده، وهي الإنجازات التي طالت جميع قطاعات الدولة بوتيرة ثابتة ومتصاعدة.

كما سمحت التهدئة السياسية بالمضي المتسارع في تنويع وتوسيع البرامج الاجتماعية التي طالت كل شبر من أرض الوطن، فاستفاد منها المستهدفون دونما توظيف سياسي أو منة من أي طرف.

وبمواصلة الرئيس الغزواني لنهج التشاور والانفتاح وإشراك المعارضة، ستتعزز فرص تنظيم حوار جامع ستؤدي مخرجاته إلى المضي بالبلد نحو بر التعايش والحرية والتنمية الذي ينشده الجميع.

 

وكالة الوئام الوطني للأنباء

 

سبت, 01/03/2025 - 14:56