
حذر رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي من أن سياسات الإدارة الأميركية الحالية برئاسة دونالد ترامب، تدفع إلى سباق تسلح نووي جديد في العالم، وقال في مقابلة مع موقع "بلومبيرغ" إن المزيد من الدول تدرس ما إذا كانت بحاجة إلى رادع خاص بها.
وأشار غروسي إلى نقاش متزايد في إيران حول ما إذا كانت البلاد قد تحتاج أخيرًا إلى بناء رادع نووي لضمان أمنها، لكنه اعتبر أن طهران ليست الوحيدة في هذا التوجه، إنما النظام الدولي برمته يتجه إلى هذا السباق. وقال غروسي في المقابلة: "قبل بضع سنوات، كان من المحرم مناقشة هذه الأسلحة النووية. لكن الآن تجري هذه المحادثات في بعض البلدان. إنه تآكل مستمر للمعايير".
ولفت الموقع إلى خطاب للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أول أمس الأربعاء، أعلن فيه أن فرنسا ستفتح محادثات مع حلفائها الأوروبيين بشأن توسيع مظلتها النووية لتشمل القارة، وسط مخاوف من أن تسحب الولايات المتحدة حمايتها. وقال موقع "بلومبيرغ": "في عالم يزداد انعدام الأمن، تتساءل المزيد من البلدان عما إذا كانت هي أيضًا بحاجة إلى رادع خاص بها".
وبين الموقع أن الولايات المتحدة "كانت حاسمة في جعل معاهدة حظر الانتشار النووي صامدة، حيث ألغت حاجة حلفائها إلى بناء ترساناتهم الخاصة من خلال توسيع الحماية الأمنية عليهم، ومن جانب آخر فرضت عقوبات على الدول التي لم تلتزم. لكن غروسي اعتبر في المقابلة مع الصحيفة أن "العقوبات لم تعد تعمل، وقال إن "من الواضح أن البلاد (إيران) تعلمت كيفية التحايل على هذه القيود. وقد نما البرنامج (النووي في إيران) بشكل هائل، وخاصة منذ عام 2018".
ونقلت الصحيفة عن لورا هولغيت، سفيرة الولايات المتحدة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل تولى ترامب منصبه في يناير/كانون الثاني، قولها: "إن أي أداة تخاطر بأن تصبح باهتة مع الإفراط في الاستخدام، وهذه هي الحال مع العقوبات". وأضافت أن "العقوبات يمكن أن تصبح أيضًا كبش فداء مفيدًا للأنظمة لإلقاء اللوم على إفقار شعوبها. هذا لا يعني أنه لا ينبغي استخدامها. لكن العفن في قلب اقتصاد إيران أو روسيا لا علاقة له بالعقوبات".
وفي أواخر فبراير/شباط، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إيران زادت مخزونها من اليورانيوم الذي يقترب من درجة القنبلة بنسبة 50% في ثلاثة أشهر فقط. وبحسب ما نقلت الصحيفة "في الوقت الحالي، ينتج مهندسو إيران ما يعادل قنبلة واحدة من اليورانيوم عالي التخصيب كل 30 يوماً. ولن يستغرق الأمر سوى أيام لتحويل ذلك إلى وقود لرأس حربي".
ونقل الموقع عن خبراء الحد من الأسلحة النووية قولهم إن "تفضيل إدارة ترامب للتهديدات والإكراه الاقتصادي على التعددية والدبلوماسية يهدد بتضخيم انعدام الأمن العالمي ودفع المزيد من الدول إلى التفكير في القنبلة النووية". ووفق الموقع، فكر المسؤولون في ألمانيا واليابان وبولندا والمملكة العربية السعودية وكوريا الجنوبية علنًا في الردع النووي في السنوات الأخيرة.