رأي/ تدبير الشأن الديني المغربي في عهد جلالة الملك محمد السادس: رؤية إصلاحية وتطورات جوهرية

محمود مولاي الطايع/ موظف بوزارة الأوقاف المغربية

شهد تدبير الشأن الديني في المغرب تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، تحولات عميقة تميزت بإصلاحات هيكلية تهدف إلى تعزيز القيم الإسلامية السمحة، وتحقيق التوازن بين الثوابت الدينية ومتطلبات العصر. وقد حرص جلالته منذ اعتلائه العرش سنة 1999 على تحديث البنية الدينية للمملكة، مع الحفاظ على أصالتها.

 

إصلاحات هيكلية في الشأن الديني:

 

انطلق عهد الملك محمد السادس بتبني رؤية استراتيجية لإصلاح الشأن الديني، من أبرز ملامحها:

 

1. إعادة هيكلة الحقل الديني: تم تعزيز المؤسسات الدينية مثل المجلس العلمي الأعلى والمجالس العلمية المحلية، لتحديث آليات الفتوى والإرشاد الديني وضمان وحدة الخطاب الديني.

 

2. إحداث معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات: ساهم هذا المعهد في تكوين أئمة مغاربة وأجانب وفق منهج وسطي معتدل، يعزز قيم التسامح والعيش المشترك.

 

3. إطلاق مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة: تعزز هذه المؤسسة الروابط الدينية بين المغرب وباقي الدول الإفريقية، وتعمل على نشر القيم الإسلامية المعتدلة.

 

4. إصلاح التعليم الديني: شمل الإصلاح برامج المدارس العتيقة ودمجها في النظام التعليمي الرسمي، لضمان تعليم ديني عصري ومنفتح.

 

5. تحديث دور وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية: عززت الوزارة من برامجها لتسيير المساجد وتدبير الأوقاف، مع توسيع خدماتها الاجتماعية.

 

تعزيز التأطير الديني والإرشاد

 

حرص جلالة الملك محمد السادس نصره الله على تطوير وسائل الإرشاد الديني عبر:

 

إطلاق قناة وإذاعة محمد السادس للقرآن الكريم لنشر تعاليم الإسلام السمحة.

 

برنامج تأهيل الأئمة والخطباء لضمان خطاب ديني معتدل يتماشى مع الثوابت الدينية المغربية.

 

الاهتمام بالشأن الديني للمرأة عبر تكوين مرشدات دينيات يعملن على نشر القيم الدينية الوسطية.

 

تدبير الشأن الديني في مواجهة التحديات

 

في ظل التحديات المعاصرة، مثل التطرف الديني، عمل المغرب على اعتماد سياسات متقدمة في تدبير الشأن الديني، حيث تم اعتماد:

 

استراتيجية وطنية لمكافحة التطرف تقوم على الوقاية والتأطير الديني والتوعية.

 

إصلاح الحقل الوقفي لضمان حسن استثمار الأوقاف في مشاريع تنموية واجتماعية.

 

يواصل جلالة الملك محمد السادس تعزيز نموذج التدبير الديني المغربي، القائم على الوسطية والانفتاح، والذي أصبح مرجعًا عالميًا في التسيير الديني الرشيد. ومن خلال هذه الإصلاحات الجوهرية، يظل المغرب نموذجًا في تدبير الشأن الديني بما يضمن الاستقرار الروحي والتماسك الاجتماعي.

 

محمود مولاي الطايع 

موظف بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملكة المغربية

 

أحد, 06/04/2025 - 11:37