افتتاحية: المقاربة الأمنية في موريتانيا.. السيف الذي يقطع الرؤوس اليانعة

(وكالة الوئام- افتتاحية)/ قبل عقد ونصف العقد من الآن، كانت موريتانيا على موعد مع تحديات أمنية خطيرة عابرة للحدود، تمثلت في تسلل الجماعات المسلحة إلى أرض الوطن، فشكلت الخلايا واختطفت الأجانب واشتبكت مع الأمن وفجرت حزاما ناسفا في أحد انتحارييها بقلب العاصمة نواكشوط.

كانت تلك التحديات متلاحقة وغير مسبوقة، لكن قائد أركان الجيوش حينها، الفريق محمد ولد الشيخ الغزواني، كان لها بالمرصاد، فاستطاع بحنكته وحزمه التصدي للاختلالات الأمنية عسكريا واستخباراتيا، كما دفع باتجاه تنظيم حوار مع منتسبي تلك الجماعات من الشباب الذين تم القبض عليهم ليواجهوا الاحكام القضائية والسجون.

لم تلبث موجة تلك التحديات أن انحسرت، لتعود الحياة إلى طبيعتها، ويعم الأمن ربوع الوطن، خلافا للعديد من دول الجوار التي اتخذت مسارات متسارعة نحو الفوضى وعدم الاستقرار.

ثم تتالت الأحداث التي هيأت الظروف لانعدام الأمن عبر العالم بسبب الهزات الاقتصادية والاجتماعية المصاحبة لها، كأزمة كوفيد-19 والحرب الروسية على أوكرانيا، وتلك الإقليمية التي عصفت بالعديد من أنظمة الإقليم القريب، فكان النظام الموريتاني لها بالمرصاد من خلال مقارباته الأمنية والاجتماعية والاقتصادية التي أوصلت البلد إلى بر الأمان.

وخلال الأسابيع الأخيرة، وبعد التقاط خيط مؤامرة ضد البلد عنوانها المهاجرون الأفارقة بعيد إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية 2019 و2024، والتحقيق في أسباب ارتفاع مؤشر إقبالهم وتزايد وتيرة جرائمهم، وتمكن العديد منهم من الحصول على الأوراق الثبوتية، فضلا عن تزايد أعداد من تخلى منهم عن محاولات الوصول "للفردوس الأوروبي" وامتناعهم في ذات الوقت عن تسجيل بصماتهم للحصول على وثائق الإقامة.

وأخيرا، تمكن الأمن الوطني من تفكيك الشبكات الإجرامية التي تتاجر في حبوب الهلوسة، وذلك بفضل نجاعة الإجراءات التي تم اتخاذها في مجال قمع تهريب الأدوية والغش فيها، والتنسيق المحكم ما بين القطاعين العام والخاص وتكاتف الجهود المشتركة.

لقد أمر رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني بحماية المواطنين، وأوعز لجهات التحقيق بمواصلة عملها دونما تأخير ولا تباطؤ، فجاءت النتيجة ضربا بيد من حديد على كل من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن ومصالح المواطنين.

إنه السيف الذي يقطع يد كل من تسول له نفسه المساس بأمن ومستقبل موريتانيا، القوية بتنوعها، والغنية بمواردها، والآمنة بنظامها.

 

وكالة الوئام الوطني للأنباء

 

خميس, 08/05/2025 - 01:39