
لا يمكن بأي حال من الأحوال فصل عالم الصيد البحري عن الحياة الاقتصادية والاجتماعية لمدينة نواذيبو. فهذا القطاع، الذي يضم الصيادين والربابنة والفاعلين الاقتصاديين في مجال الصيد البحري واتحاداتهم، يعيش من خيرات نواذيبو، لكنه وللأسف لا يُقدِّر هذه المدينة حق قدرها.
ومن المؤسف أن نرى أولئك الذين يحققون أرباحهم من البحر في نواذيبو، يستثمرون أموالهم في أماكن أخرى، لا في المدينة التي منحتهم مصدر رزقهم. فهم يجنون الأموال من ثرواتنا البحرية، دون أن يساهموا فعليًا في التنمية الاقتصادية أو الاجتماعية أو الحضرية لنوادبيو.
وهذه الظاهرة ليست وليدة اليوم، بل هي واقع قديم يعكس نوعًا من الإهمال أو حتى الاستخفاف بالمكان الذي يوفر لهم أسباب العيش. وإذا كان هؤلاء، وهم المستفيدون المباشرون من ثروات نواذيبو، لا يبالون بمستقبلها، فمن الذي سيهتم به إذن؟
أما الجذر الأعمق للمشكلة، فهو في غياب الشعور بالجمهورية والمصلحة الوطنية لدى من يُفترض أنهم يقودون هذه المدينة، سواء كانوا من رجال السياسة أو رجال الأعمال أو الإداريين. فكثيرًا ما تغيب عنهم الرؤية الوطنية أو حتى الجهوية، وتُهيمن المصالح الشخصية الضيقة على حساب المصلحة العامة وخدمة المجتمع.
إن هذا الموضوع لا يُختزل في مقال أو بيان، بل يحتاج إلى أيام من التفكير والنقاش الجاد ، تُجمع فيها كل الأطراف المعنية. فمستقبل نواذيبو لن يُبنى إلا بوعي جماعي ونهوض حقيقي يستند إلى الإخلاص والتجرد والعمل المشترك.
الفاعل السياسي : سلامه ولد محمود
وجيه ورجل أعمال
نواذيبو – موريتانيا