
نحن اليوم على أعتاب عام أول من مأمورية ثانية لفخامة الرئيس محمد الشيخ الغزواني، وقد بدأت ملامح المرحلة تتشكّل كما يُراد لها: نهضةً رشيدة، ومسارًا يطمئن له القلب وتستنير به البصيرة.
في هذا الزمن الذي يضطرب من حولنا، حافظت بلادنا على استقرار نادر بات مضرب المثل في محيط ملتهب، تُدار فيه الأزمات أكثر مما تُدار فيه الدول. أما نحن، ففي حضرة قيادة حكيمة، اخترنا طريق البناء الهادئ والعمل الصامت العميق، تحت راية رئيس آمن أن النهضة لا تُستعار، بل تُزرع وتُروى بعرق السواعد المؤمنة بوطنها.
لم يعد الحديث عن الزراعة رفاهًا خطابيا، بل واقعًا يفرض نفسه: أراضٍ تُستصلح، مياه تُروى، شباب يُمكّن ويُشرك، وإنتاجٌ يُتداول محليًا ويُناقش وطنيًا، في لحظة تحوّل من التبعية الغذائية إلى السيادة الغذائية، ومن الاستيراد المزمن إلى الاكتفاء الطموح.
نجاحاتنا لم تتوقف عند حدود الداخل. في الخارج، تتردد أصداء الدبلوماسية الموريتانية بوقعٍ وازنٍ، فكان تصويت البنك الإفريقي للتنمية خير شاهد على ما تحظى به بلادنا من احترام وموثوقية متزايدة.
وفي الداخل، لم يعد الرأي جريمة، ولا القناعة تهمة، ولا الموقف خصومة. الناس آمنون في أنفسهم، محفوظون في صحتهم، مشمولون برعاية دولتهم. الفئات الهشة لم تُترك خلف الركب، بل شُرّكت في قافلة العدل والإنصاف، وهذا ما يجعل هذا العهد جديرًا بأن يستمر.
إن التشغيل الحقيقي للشباب، وتوفير فضاءات الاستثمار في المجال الزراعي، ليسا فقط حلولاً اقتصادية، بل هما إعلان واضح أن الوطن يمدّ يده لأبنائه، لا ليعطيهم أعذارًا بل ليعطيهم فرصًا.
وفي هذا السياق، لا نرتاح ولا نرى جدوى في الانشغال المبكر بمن سيخلف الرئيس، لأننا ببساطة لا نفكر في ما بعده، بل فيما معه، فما يزال الحلم في طور التحقق، والمشروع في ذروة البناء، ومن الحكمة ألا يُقطف الثمر قبل نضجه.
لهذا كله، نقولها بلسان اليقين لا المجاملة:
سر بنا فخامة الرئيس، فإن في السير معكم ضمانًا لإنجاز يكتمل، ووعدًا لا يُخلف، وحلمًا وطنيا يأبى إلا أن يتحقق.
يرب ولد المان نائب برلماني سابق
عضو المجلس الوطني لحزب الإنصاف