
"استجابة للتوجيهات السامية لفخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، الصادرة خلال مجلس الوزراء الأخير، والخاصة بتوجيه الإنفاق السياحي نحو الداخل، وتشجيع المسؤولين الحكوميين والمواطنين على قضاء عُطلهم داخل الوطن، قدمتُ أمام مجلس الوزراء، بيانا يتعلق ببرنامجٍ لدعم وتشجيع السياحة الداخلية".
هكذا علقت معالي وزيرة التجارة والسياحة، السيدة زينب منت احمدناه، على بيان قدمته، أمس الأربعاء 02 يوليو 2025، أمام مجلس الوزراء، تضمن خطة خاصة لإنعاش السياحة داخل البلاد.
البيان كان مفصلا، وقد احتوى عرضا تضمن ما ستقوم به الوزارة من جهود لتهيئة الظروف الملائمة لتطبيق توجيهات رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، للمسؤولين الحكوميين والمواطنين من أجل قضاء عُطلهم داخل الوطن.
لقد اقترح بيان الوزيرة إطلاق برنامج استعجالي لتنشيط السياحة الداخلية وتحويل هذا التوجيه السياحي إلى رافعة تنموية واقتصادية وثقافية استجابة لتوجيهات رئيس الجمهورية، الداعية إلى تعزيز الاندماج الوطني وتوجيه الإنفاق السياحي نحو الداخل.
ورغم أن الاجراءات المتعلقة بتعزيز السياحة الداخلية جاءت استجابة لدعوة الرئيس، إلا أن نتائجها ستؤسس لنموذج مستدام للسياحة الداخلية يُبنى عليه مستقبلاً.
ويأتي في طليعة تلك الإجراءات توفير وجهات جاهزة ومناسبة لقضاء العطل داخل الوطن، وتحفيز العرض الوطني على السياحة الداخلية بأسعار وخدمات مناسبة، فضلا عن تعزيز مساهمة القطاع السياحي في الاقتصاد الجهوي وخلق فرص العمل.
كما أنها ستؤدي إطلاق ديناميكية ثقافية ورياضية ومجتمعية في الفضاءات المحلية، وكذلك بناء تصور مستقبلي لهيكلة السياحة الداخلية ضمن رؤية تنموية وطنية.
وتعكس هذه الخطوة الهامة، التي أقدمت عليها معالي وزيرة التجارة والسياحة، السيدة زينب بنت أحمدناه، تفاعلا فوريا وعمليا مع التوجيهات السامية لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، الداعية إلى تعزيز حضور المسؤولين والمواطنين داخل وطنهم، وتوجيه الإنفاق السياحي نحو الوجهات المحلية.
وتُعد هذه المبادرة خطوة بالغة الأهمية ضمن جهود وزارة التجارة والسياحة لإرساء ثقافة سياحية جديدة، وترسيخ الثقة في الجمال الوطني، وتحويل الإنفاق السياحي إلى محرك اقتصادي يدعم المناطق الداخلية، وينعش دورة الحياة المحلية.
وتأتي مبادرة وزيرة التجارة والسياحة دعما لتوجيهات رئاسية جاءت في سياق مساعٍ أكبر لدعم لا مركزية ارتباط مراكز النفوذ الإداري والاقتصادي والسياسي بالعاصمة نواكشوط، التي ظلت لعقود تستحوذ على الاهتمام والموارد، فقضاء العطلة في الداخل هو شكل رمزي لمقاومة المركزية، ومحاولة لإعادة الاعتبار للمجال الوطني ككل.. ناهيك عن صيانة الموارد العامة والخاصة عن الإنفاق خارج الحدود.
ويعزز هذا القرار من صورة الرئيس كقائد وطني يسعى لتوجيه المسؤولين نحو التقرب من المواطنين في أماكنهم الأصلية، وسينعكس إيجاباً على وعي النخب ونمط تفكيرها.
ويرى المراقبون أن توجيه رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، بقضاء العطل السنوية في الداخل ليس مجرد توصية إدارية، بل هو تعبير عن رؤية لامركزية جديدة في إدارة الدولة، تنطلق من تعزيز الحضور الرمزي والفعلي للسلطة في الداخل، وتستهدف تحريك الاقتصاد، وتكريس العدالة، والتواصل المباشر بين الحاكم والمحكوم، وهو ما من شأنه أن يسهم في إعادة تشكيل العلاقة بين الدولة والمواطن على أسس أكثر توازنا ومصداقية.
وكالة الوئام الوطني للأنباء
