حصانة الوطن بين حكمة الدولة وتهور دعاة الفتنة

في وقت تتعالى فيه أصوات التعقل والعيش المشترك في موريتانيا، تصرّ بعض الحركات العنصرية ومروّجي خطاب الكراهية على السباحة عكس تيار الوحدة الوطنية، مستهدِفين استقرار البلاد ومساهمين  في زرع بذور الفتنة بين مكوّناتها. 
فقد لجأت هذه الجهات مؤخراً إلى استغلال انفتاح موريتانيا على محيطها الإقليمي، ومحاولة توظيف وجود بعض الأجانب المقيمين للعمل أو الإقامة القانونية، في إشعال التوترات وإذكاء نَفَس الشحن والتجييش.
وقد سجّلت قوات الأمن الوطني، في أكثر من مناسبة، مشاركة بعض الأجانب – ممن تم استدراجهم أو التغرير بهم – في مظاهرات غير مرخصة وأعمال شغب دعت إليها تلك الجماعات، مما كشف جانباً من أساليبها اليائسة لخلخلة الأمن وإرباك المشهد الداخلي.
وأمام هذه التحديات، لم تتعامل وزارة الداخلية مع الملف بعاطفة أو انفعال، بل بمنهجية دولة، وبحكمة تستحضر مصلحة الوطن أولاً. فعملت على تسوية وضعية الهجرة غير النظامية من خلال ترحيل المخالفين للقوانين، مع التأكيد الصريح على الاحترام الكامل لحق مواطني دول الجوار والصداقة في الإقامة والعمل داخل موريتانيا، وفق الضوابط القانونية والإجراءات السيادية المعمول بها. وهكذا نجحت الدولة في التمييز بين احترام التزاماتها الإقليمية والإنسانية، وبين ضرورة صون الأمن الداخلي من أي توظيف خارجي أو داخلي غير مشروع.
لقد جاء هذا التدخل الاستباقي ليُحبط المخطط الذي راهنت عليه الحركات المتطرفة، وينزع فتيل الأزمة قبل اتساعها، ويجفّف المنابع التي كانت تراهن عليها لخلق شرخ داخل المجتمع. كما أكد هذا الموقف أن الدولة الموريتانية، من خلال  وزارة الداخلية وأجهزتها الأمنية، يقظةٌ لما يُحاك ضدها، وقادرة على حماية أمنها واستقرارها دون المساس بقيمها في الانفتاح وحسن الجوار.
إن ما قامت به وزارة الداخلية ليس مجرد إجراء إداري يخص تنظيم الهجرة، بل هو خيار استراتيجي لحماية السلم الأهلي، وإغلاق الأبواب أمام كل محاولات استغلال حساسية هذا الملف لتأليب الرأي العام أو ضرب روابط الأخوة مع شعوب المنطقة.
وإنني، أمام هذا العمل الوطني المسؤول، لا يسعني إلا أن أقدّر حزم ويقظة وزير الداخلية ، السيد محمد أحمد ولد محمد الأمين، وحرصه الدائم على أمن الوطن واستقراره.
 فقد أثبتت مقاربته أن القوة الحقيقية ليست في ردود الفعل المتشنجة، بل في التخطيط الهادئ، والقرارات الحكيمة، والقدرة على إجهاض مؤامرات دعاة الفتنة قبل أن ترى النور.
فشكراً لهذا الرجل الذي يضع أمن الوطن فوق كل اعتبار، وسلاماً لهذه الأرض التي ستظل عصيّة على محاولات التشتيت والانقسام.

   نواكشوط بتاريخ: 30/11/2025

محمد الأمين سداتي 
إطار بوزارة التربية وإصلاح النظام التعليمي.

أحد, 30/11/2025 - 20:24