حدث وتعليق/ موريتانيا تعزز حضورها في الفضاء الحقوقي الفرانكوفوني.. فوز يعكس الثقة الدولية

في لحظة دبلوماسية وحقوقية لافتة، يكرّس فوز موريتانيا، ممثلة في اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، بمنصب نائب رئيس الرابطة الفرانكوفونية للجان الوطنية لحقوق الإنسان، وعضوية مكتبها التنفيذي، مكانة البلاد المتنامية داخل الفضاء الفرانكوفوني، ويعكس في الآن ذاته مسارا تراكميا من العمل المؤسسي والالتزام بالمعايير الدولية في مجال حقوق الإنسان.

هذا الفوز، الذي جاء عقب تصويت الجمعية العامة للرابطة خلال مؤتمرها الدولي السابع المنعقد قبل أيام بالعاصمة المغربية الرباط، لا يمكن قراءته بوصفه حدثا بروتوكوليا عابرا، بل باعتباره شهادة ثقة من هيئات نظيرة تمثل عشرات الدول الناطقة بالفرنسية، في قدرة موريتانيا على الإسهام الفاعل في توجيه العمل الحقوقي المشترك، وصياغة أولويات المرحلة المقبلة داخل هذه المنظمة القارية والدولية.

وتكتسب هذه المأمورية الجديدة، الممتدة لخمس سنوات، أهمية خاصة من زاويتين أساسيتين: الأولى تتعلق بترسيخ الحضور الموريتاني في دوائر صنع القرار الحقوقي الدولي، حيث يتيح منصب نائب الرئيس وعضوية المكتب التنفيذي هامشا أوسع للتأثير في السياسات، وتبادل الخبرات، والدفاع عن مقاربات متوازنة تراعي الخصوصيات الوطنية في إطار الالتزام بالمعايير الكونية.

أما الزاوية الثانية، فتتصل بالرسالة الداخلية التي يحملها هذا التتويج، والمتمثلة في الاعتراف بالتقدم الذي أحرزته موريتانيا في تعزيز استقلالية مؤسساتها الحقوقية وتطوير أدائها الرقابي والاستشاري.

كما أن انتخاب رواندا رئيسة للرابطة، خلفا لكوت ديفوار، يضع موريتانيا في قلب قيادة إفريقية متجددة داخل الفضاء الفرانكوفوني، ويعزز فرص التنسيق جنوب–جنوب، وتبادل التجارب الناجحة في مجالات الحماية الحقوقية، والحكامة، وتعزيز ثقافة حقوق الإنسان لدى المجتمعات والمؤسسات على حد سواء.

وعلى المستوى الاستراتيجي، يمنح هذا الموقع المتقدم للجنة الوطنية لحقوق الإنسان فرصة للدفاع عن قضايا القارة الإفريقية داخل المنصات الفرانكوفونية، وتسليط الضوء على التحديات المشتركة، مثل الهجرة، والعدالة الاجتماعية، وحقوق الفئات الهشة، في مقاربة تتجاوز منطق الإدانة إلى منطق الشراكة والبناء التدريجي.

إن هذا الإنجاز يعكس نجاح الدبلوماسية الحقوقية الموريتانية في فرض حضورها داخل المحافل المتخصصة، ويؤشر إلى مرحلة جديدة من الانخراط الفاعل والمسؤول في المنظومة الدولية لحقوق الإنسان، بما يعزز صورة موريتانيا كشريك موثوق، ويسهم في تحويل الالتزامات الحقوقية من شعارات إلى سياسات وممارسات ملموسة.

 

وكالة الوئام الوطني للأنباء