الوئام الوطني (تحليل) ـ بحسب ظروفه الصحية، يبقى صوم شهر رمضان بالنسبة للرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز مثار أسئلة كثيرة، حيث ان الرئيس الموريتاني دون غيره يحمل لقب "رئيس العمل الإسلامي" لكن ظرفه الصحي قد يشكل مانعا من أداء فريضة الصوم.
ليس واضحا تماما ما اذا كان الظرف الصحي للرئيس الموريتاني يسمح له بصوم شهر رمضان الكريم نظرا للمتابعة الصحية التي يخضع لها.
ولم تصدر تصريحات رسمية حول ما إذا كان الرئيس محمد ولد عبد العزيز يصوم فعلا شهر رمضان الجاري، ولكن المعلومات الطبية العامة تشير الى صعوبة صوم الرئيس الموريتاني الذي سبق وأن أصيب بطلق ناري أكدت مصادر عسكرية انه وقع بالخطإ في منطقة "اطويلة" شمال البلاد في اكتوبر من العام 2012 ما اقتضى إجراء عملية جراحية في المستشفى العسكري بنواكشوط ومستشفى بيرسي في باريس تكللت بالنجاح.
ويبلغ الرئيس الموريتاني 62 عاما وصام في حياته اكثر من 41 رمضان بحسب ما تشير المعلومات المرتبطة بحياته ووفق مصادر مطلعة.
واظهر محمد ولد عبد العزيز منذ توليه للسلطة عام 2008 كثامن رئيس للبلاد الكثير الإلتزام الديني وظهرت في فترة حكمه الممتدة لـ 10 سنوات ملامح عمل إسلامي متكامل لقي إشادة من طرف جمعيات الأئمة وأهمها اذاعة القرآن الكريم ونشر مصحف موريتانيا اضافة الى تدشين المسجد الكبير وسط نواكشوط وإحداث لوائح للأمة المعتمدين الذي يتلقون رواتب على حساب الدولة وتكريم العلم والعلماء.
لكن على الجانب الآخر لا شيٍئ ينفي صيام الرئيس فآخر اطلالة للرئيس الموريتاني في الـ 48 ساعة الماضية تؤكد انه بصحة جيدة، حيث كان يتجول مع السيدة الاولى عندما تعرف عليه بعض المواطنين الذين تبادلوا معه التحية والتقطوا معه صور "سيلفي" وباركوا له بمناسبة الشهر الكريم.
الاستعداد لمغادرة القصر
شهر رمضان الكريم يمر على الرئيس الموريتاني في ظروف خاصة، يستعد خلالها لترك السلطة في أفق يونيو القادم أي اقل من 60 يوما بعد عيد الفطر المبارك، وسط حالة استقطاب سياسي غير مسبوق تبقى فيه صورة الرئيس والتفاف انصاره حوله أمام تحديات كبيرة، حيث بات الكثيرون ينظرون لمستقبلهم السياسي وللضيف الجديد الذي ستحمله انتخابات يونيو الى القصر الرمادي في نواكشوط.
صورة الرئيس الحازم القوي لا زالت ملازمة للرئيس محمد ولد عبد العزيز الذي اظهر دهاء سياسيا غير مسبوق خلال العشر سنوات الماضية، كما أظهر قدرة على رفع الريادة العسكرية الموريتانية في شبه المنطقة، وأطلق مشاريع كبرى في البلد وأعاد ترتيب السـاحة السياسًية والبنية الادارية في كثير من القطاعات، فيما تؤكد المقاربات السياسية ان نظامه مستمر بعد معركة 2019 نظرا لتشبث الكثيرين بنهجه.
الا ان تراجع عدد خرجات الرئيس الموريتاني، وانشغال انصاره بالحملة الرئاسية المبكرة، ونكران بعضهم لجميله، جعله أقرب لصورة "الرجل الذي بقي وحيدا في القصر الرئاسي" حيث يغيب الدفاع عنه وذكره بالتمجيد والإطراء، حتى ان عبارة "فخورون بإنجازات الرئيس محمد ولد عبد العزيز ونرحب بخلفه محمد ولد الغزواني" لم تعد ترفع خلال احتفاليات المبادرات السياسية الداعمة لمرشح الموالاة والحزب الحاكم الجنرال ووزير الدفاع وقائد الاركان السابق محمد ولد الغزواني الذي يعتقد انه خليفة الرئيس في القصر الرئاسي.
الاكيد ان الرئيس الموريتاني معروف بالتزامه الديني، والأكيد انه سيصوم شهر رمضان، لو سمح له الأطباء، لكن الاجابة على هذا السؤال تبقى مستعصية نظرا لإحاطة حياة الرئيس بكثير من السرية.
آخر رمضانات القصر الرئاسي..
انه آخر رمضان يفترض أن يصومه الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز في القصر الرئاسي، والاكيد ان رمضانات القصر لا تشبهها رمضانات اخرى نظرا للحفاوة التي يتم بها التعامل مع الرئيس وعائلته.
ورمضان 2019 على قدر ما يحمل من رمزية تعبدية تصب في ميزان المؤمنين، فإنه بالنسبة للرئيس محمد ولد عبد العزيز يحمل أيضا الكثير من الرمزية الدنيوية المرتبطة بصراعات النفوذ، وسيكون التخطيط الجيد خلاله لخروج آمن للرئيس ولموريتانيا وتكريس التناوب السلمي على السلطة والحفاظ على السكينة وتعدد الآراء والافكار وحرية التعبير، أحد أكبر التحديات التي تؤرق الرئيس.
هيئة تحرير الوئام