كثير من الجماعات والتيارات الإسلامية تدعو لإقامة ما يسمى بالخلافة الإسلامية، فهل الخلافة جزء من الدين؟.. قال المفكر الإماراتى على محمد الشرفاء: "الخلافة لا علاقة لها بالإسلام؛ فهى نظام سياسى تطلبته ظروف الواقع فى ذلك الوقت، وهى تعد مثل الأنظمة السياسية فى العالم كالجمهورية والملكية والإمارة، ولكن الأمر الإلهى أيًا ما تكون المسميات يأمر بقوله تعالى "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا" (58) سورة النساء، مؤكدًا أن الجماعات كالقاعدة وداعش والقاعدة عاثوا فسادًا فى الأرض باسم الدين.
وأضاف "الشرفاء": "الأنظمة السياسية على مختلف مسمياتها هى تعبير عن تمثيل الشعوب والمحافظة على مصالح المواطنين والدفاع عن الوطن وحماية أمنه، أما الدين الإسلامى جاءت رسالة الله للإنسان لتصقل سلوكه ومعاملته مع الناس ليكون إنسانًا صالحًا متراحمًا مسلمًا محبًا لأبناء مجتمعه؛ يعين فقيرهم وينصح غنيهم وينشر السلام بين الناس بالكلمة الطيبة، وأن يحافظ على الأمانة ولا يعتدى، وأن يجعل العدل أساس علاقته مع الناس فلا يظلمهم".
وتابع قائلاً: "عندما ننظر لتاريخ المسلمين وأنظمة الخلافة فى الماضى تجد القتل والتدمير والظلم كما حدثت حروب طاحنة بين الخلافة الأموية والعباسية والخلافة العثمانية واحتلالها أوطانًا عربية، وأن أحد الخلفاء العثمانيين قتل تسعة عشر من إخوانه ليستفرد بالحكم، لذلك فالخلافة جاءت بالظلم والقسوة والعدوان على مر العصور عاثوا فسادا وعدوانا وإجراما كما تعمل داعش والإخوان والقاعدة فى هذا العصر أنهم من مخلفات تلك الأنظمة الظالمة التى لم تحقق للناس العدالة والأمان والاستقرار".
جدير بالذكر، أن هناك تيارات وجماعات إسلامية تغذى عناصر ما يسمى بضرورة عودة الخلافة كخطوة للعودة إلى صحيح الدين.