قال وزير الثقافة والاتصال المغربي، السيد محمد الأعرج، أمس السبت بالرباط، إن المغرب يعمل بشكل دائم من أجل الحفاظ على الخصوصية الإفريقية، من خلال تعزيز هويته وحماية تنوع تعبيراته الثقافية، التي تغتني بشكل منتظم بفضل التبادل بين البلدان الإفريقية وباقي ثقافات العالم.
وأبرز السيد الأعرج، في كلمة بالنيابة عنه خلال حفل تخليد اليوم العالمي لإفريقيا، الذي يصادف الذكرى الـ56 لميلاد منظمة الوحدة الإفريقية، التي أصبحت تحمل اسم الاتحاد الإفريقي، أن تخليد هذا اليوم يشكل مناسبة للاحتفاء بالعلاقات الجيدة جنوب – جنوب بين المغرب ومجموع البلدان الإفريقية الشقيقة.
ويجسد تخليد اليوم العالمي لإفريقيا، الذي يتزامن مع تاريخ تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية في 25 ماي 1963، النضال الذي تخوضه الدول الإفريقية، بشكل يومي، لتحقيق التقدم والتنمية والإقلاع الاقتصادي لفائدة شعوبها.
وسجل الأعرج أن ازدهار القارة لا يعد ممكنا إلا من خلال تضافر الجهود المبذولة من طرف كافة المتدخلين، ويتعلق الأمر بالحكومات والبرلمانات والمنظمات والفاعلين الاجتماعيين والاقتصاديين والمجتمع المدني.
وأشار الوزير، في هذا السياق، إلى أن تنمية وازدهار وإقلاع قارة إفريقية موحدة، الذي تعززه الإرادة والرؤية الاستراتيجية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ودعم جلالته اللا مشروط، تروم إرساء أسس السلم والحوار في إفريقيا، من خلال استثمار ثقافة البلدان الإفريقية وتاريخها ومصيرها المشتركين، ومجتمعاتها المتنوعة، الغنية والمتعددة.
وأضاف أن تخليد اليوم العالمي لإفريقيا يشكل أيضا فرصة لتخليد الصداقة الإفريقية في أجواء احتفالية، من خلال الفن والثقافة، وعبر برنامج فني متنوع، يساهم في إبراز المواهب الإفريقية التي تجسد المزيج الثقافي والفني الإفريقي – الصحراوي، بهدف إرساء أسس دبلوماسية ثقافية حقيقية.
من جهته، أبرز ئيس منظمة المغرب-إفريقيا للثقافات والتنمية، نجيب كتاني، أن التوجهات الإفريقية الجديدة للمغرب تندرج في سياق دبلوماسية ملكية متبصرة وجريئة، وسياسة اقتصادية وسوسيوثقافية قائمة على مبدأ صادق لإرساء العلاقات جنوب – جنوب وشراكة مربحة لجميع الأطراف. كما أشار إلى أن العودة المظفرة للمملكة إلى الاتحاد الإفريقي، الأسرة المؤسساتية التي كان المغرب أحد مؤسسيها، تشهد على إرادة المملكة، التي لا رجعة فيها، لإطلاق دينامية تنموية شاملة ومستدامة بمجموع القارة، وضم جهودها إلى تلك المبذولة من قبل الأشقاء الأفارقة، للارتقاء بالقارة إلى صف القوى الفاعلة على المستويين الإقليمي والدولي.
وأشار السيد كتاني، من جانب آخر، إلى أن المنظمة، التي تحرص على تشجيع التبادل الثقافي بين البدان الإفريقية، تضطلع بدور طلائعي في التقريب بين البلدان الإفريقية، بمختلف مكوناتها، كما تعمل من أجل النهوض بمبادرات الشراكة والتضامن بين مختلف بلدان القارة.
ففي مواجهة مشاكل التنمية التي تعانيها القارة، يوضح المسؤول، تترافع منظمة المغرب-إفريقيا للثقافات والتنمية لدى مختلف الهيئات الدولية، القارية والدولتية، ومع الهيئات الإقليمية والوطنية والدولية، وكذا من خلال الحكومات والمؤسسات، والفاعلين السياسيين والاقتصاديين، والتجمعات المهنية، والمجتمع المدني، ووسائل الإعلام، وأيضا شخصيات من عالمي الفن والثقافة.
وأضاف أن المنظمة، المتجذرة في إفريقيا، تسعى إلى تطوير التعاون والشراكة، من خلال مضاعفة المبادلات والاتصالات مع مختلف البرلمان الإفريقية، مما من شأنه تشجيع النهوض بالمبادلات بين البلدان الإفريقية، وتحقيق التنمية المستدامة، والحفاظ على الثروات الطبيعية والبيئة، وتحقيق السلم في إفريقيا.
وتروم تظاهرة اليوم العالمي لإفريقيا، المخلدة بشكل مشترك بين منظمة المغرب-إفريقيا-الثقافات والتنمية، ووزارة الثقافة والاتصال، تعزيز العلاقات بين الشعوب الإفريقية من خلال الفن والثقافة، وإبراز المواهب الإفريقية، انطلاقا من الرؤية الاستراتيجية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وتميز الحفل بتنظيم معارض للفن التشكيلي، بمشاركة العديد من الفنانين المغاربة الذي قدموا أعمالا تحتفي بالقارة الإفريقية، فضلا عن عروض موسيقية متنوعة.
يذكر أن منظمة المغرب-إفريقيا للثقافات والتنمية، التي تأسست في 2011، تهدف إلى تعزيز العلاقات الثقافية والتعاون بين بلدان القارة، وذلك من خلال تطوير الشراكات بين المغرب وبلدان إفريقيا جنوب الصحراء.