تعيين مهندس الإلتفاف على اتفاق داكار ورجل عزيز الغامض يثير القلق..
الوئام الوطني (تحليل) ـ واصلت حملة المرشح للرئاسيات الموريتانية محمد ولد الغزواني تعيين مسؤولي الدرجة الأولى بطريقة غامضة تبتعد باتجاه المرشح عن أي تغيير محتمل لواقع الخريطة السياسية كما اشار في خطابه الافتتاحي مطلع مارس الماضي، او أي تقدم جاد لتجاوز اخطاء العشرية الاخيرة.
إبعاد بيجل عن مركز قرار الحملة..
فجر اليوم الثلاثاء، تم تعيين نائب رئيس البرلمان بيجل ولد هميد، مستشارا خاصا للمترشح، بموجب مذكرة عمل صادرة عن إدارة الحملة.
ويثير هذا التعيين جدلا واسعا ويأتي تصديقا لما شاع ساعات قبل نشر التعيين رسميا من ان ولد الغزواني ابعد ولد هميد عن التعيينات السياسية للحملة، وهو الخبير بإدارة الحملات خصوصا المدعومة من الانظمة.
وتأكد ابعاد ولد هميد عن مركز القرار في الحملة والاحتفاظ به في منصب صوري كمستشار للمرشح لا يفترض ان يكون له أي دور خصوصا ان المرشح يستمع بأذن الى اعضاء حملته واذن اخرى للقصر الرئاسي.
يظهر ذلك بالفعل حجم الاحتقان في حملة المرشح وحجم الصراع الحاصل بين اللوبيات، فبيجل الذي كان يمكن ان يفيد في حملة مدعومة بقوة من الدولة وتستعمل فيها كل الامكانيات، يجد نفسه غير مقبول من الموالين مخافة ان يزاحمهم في المرشح وتمويل حملته، كما انه غير مقبول من قبل المعارضين المنضمين الذين يريدونه خارج صفهم ويصفونه برجل النظام.
تظهر حملة ولد الغزواني مجددا انها غير متناسقة مع بعضها وان القرارات تأتي دوما لتثبت الصراع الحاد بين عدة لوبيات.
ويبدو ان تعيين بيجل في منصب صوري كمستشار سيعطل من حضوره القوي ليتم الابقاء عليه في مقاعد الاحتياط الى حين.
عودة الجناح المدني في انقلاب 2008
الى جانب بيجل تم تعيين الوزير السابق سيد أحمد ولد الرايس، الذي شغل عدة مناصب حكومية، مديرا وطنيا مساعدا للحملة.
ومع بدء العد التنازلي قبيل حملة الانتخابات الرئاسية يعيد تعيين ولد الرايس الى الاذهان حضوره بعد انقلاب الجنرال محمد ولد عبد العزيز المنتهية ولايته عام 2008، والذي عين ولد الرايس وزيرا للتجارة، وبعدها تم اختياره مديرا عاما لحملة المرشح محمد ولد عبد العزيز فى انتخابات 2009.
يعتبر ولد الرايس جزء مهما من مربع الكادر حيث يطيب للمراقبين تسميته بالرجل القوي في الجناح المدني لانقلاب 2008 وتعيينه اليوم يثبت ضلوعه في عملية توريث واضحة للسلطة.
يظهر ذلك ان ولد الغزواني سيخوض انتخابات على نفس نهج الرئيس الموريتاني، لكنه ربما لا يدرك ان الفرق كبير بين 2009 و2019 وان 10 سنوات كانت حافلة بالأخطاء تكفي للاطاحة بصورة مساعد مدير الحملة.
وان ولد الرايس الذي اظهر براعة في 2009 خلال المفاوضات مع سياسيين مثل محمد ولد مولود ومحمد عبد الرحمن ولد امين ورئيس الاتحاد الأفريقي رمضان لعمامرة في فندق "ميريديان" بدكار ليس هو ولد الرايس في 2019 المنهك صحيا والذي تم وضعه مرارا على المحك وفي مسؤوليات مختلفة خلال العشر سنوات الماضية وهو ما اخذ من شعبيته والثقة فيه كمسؤول الشيئ الكثير، كما انه في عملية المفاوضات التي صنعت صورته كسياسي مرموق قبل 10 سنوات استفاد من دعم رجل الاعمال محمد ولد بوعماتو الذي يوجد اليوم في الجبهة الاكثر خطورة من المعارضة الراديكالية، وهذا ينقص الكثير من قدرات الرجل اضافة الى ان المعارضة التي لدغت في الجحر مرة لن تقبل بإعادة نفس سيناريوهات الخداع السياسي.
غزواني يغرق في اللوبي القديم
تعيين بيجل وولد الرايس جاء ليؤكد ان ولد الغزواني يغرق مجددا في اللوبي القديم، ويغلق بابه عن أي انفتاح محتمل بشأن التغيير، حيث يؤكد تخندقه في مربع العشرية في عودة واضحة عن خطابه الجريء الذي بدأ به حملته.
واضح ان المرشح الذي تراجعت شعبيته بفعل اخطاء الحملة والتعيينات يحيط نفسه بالوجوه المنفرة ويقصي رفاقه السياسيين ويبعد المعارضين الذين دعموه، والأكيد ان الوقت لم يعد يسمح له بكثير من المراجعات، مع اقتراب الحملات الرئاسية.
هيئة تحرير الوئام