أصبحت قرية "لقريدات" شمال موريتانيا تقريبا خالية من النساء بحسب ما أفادت مصادر من أهالي المنطقة بسبب هجرة العائلات منها، حيث اصبح يسكنها فقط مجموعة من عمال الشركة الوطنية لصناعة والمعادن اسنيم الرجال الذين يتنقلون لمسافات بعيدة لصيانة السكة الحديدية والقيام ببعض الاعمال.
ونقلت المصادر انه في شهر رمضان ربما عادت بعض النسوة لمساعدة ازواجهن في تحضير وجبات شهر رمضان ومستلزماته ولكن القرية في الفترة الاخيرة خلت نهائيا من النساء بشكل شبه كامل بل انها وصلت احيانا الى عدم وجود امرأة واحدة في كامل القرية.
ويوجد في المدينة قاعدة لعمال الشركة الوطنية للصناعة والمناجم (سنيم) مع بعض البنايات ودار للعبادة مع حضور لقطاع الدرك الوطني ومؤسسات حكومية اخرى، ولكنها تبدو قرية مهجورة ومعزولة في عمق الصحراء.
وفي السنوات العشر الاخيرة غادرت عدد من العائلات القرى المحاذية للسكة الجديدية وذلك بسبب عدم توفر الحياة الكريمة، وضعف الخدمات الحكومية، رغم ان موريتانيا لا زالت تسير "قطار الخدمات " train d eau المعروف منذ الستينات وهو قطار يجلب المياه والبضائع لكل تلك القرى وبشكل أسبوعي.
ويمكن ملاحظة النقص الكبير في حضور الشباب قي هذه القرى المحاذية للسكة في شمال موريتانيا، والتي تتمركز على طول سكة الحديد التي تربط بين نواذيبو وازويرات حيث تستنزف الهجرة الشباب فيما يبقى كبار السن من الرجال العاملين في صيانة السكة يقاسون ويكابدون اعمالهم في ظروفا صعبة للحصول على لقنة العيش .
ويطرح سكان قرية اتميمشات مثلا مشكلة قطع الشركة الوطنية للإنترنت ما جعل القرية معزولة عن العالم، اضافة الى غياب او نقص حاد في خدمات الصحة والتعليم، فيما يطالب سكان شوم بمزيد من العناية من حيث الخدمات وفك العزلة عن المدينة التي تعتبر ملتقى طرق القطارات التي تسافر على مختلف محاور سكة الحديد.
الى ذلك شكى عدد كبير من المنمين الذين يمتلكون خزانات مياه على طول السكة الحديد ية من اجراءات التعويض عن ابلهم التي تتعرض للهلاك قطعانها دائما بسبب القطار في حوادث اسبوعية، مؤكدين ان اجراءات التعويض باتت صعبة وبالكاد يحصلون على تعويضات عندما يصطدم القطار ببعضها .
ويقول عدد من سكان مدن الشمال والقرى الصغيرة انهم بحاجة لمزيد من العناية خصوصا ان المنطقة تعتبر مركزا اساسيا لثروة الحديد التي اشتهرت موريتانيا كدولة مصدرة لها مع ما يدره ذلك على الدولة الموريتانية.
ويقول سكان هذه القرى ان المنتخبين غالبا ما يتخذون من العاصمة نواذيبو مقرا لاقامتهم ولا يدافعون عن مصالح السكان، فيما لا تمتلك الحكومة خططا شجاعة لدمج السكان الأصليين في الحياة النشطة ولا برامج اجتماعية لمساعدة الطبقات الاكثر هشاشة٠