كلما اقتربت ساعة الصفر, المُؤذنة بانطلاق الحملة الانتخابية لرئاسيات 2019, كلما ابتعد وتلاشى أمل مرشح السلطة محمد ولد الغزواني من تحقيق حلمه بخلافة زميله ورفيق دربه محمد ولد عبد العزيز في كرسي الرئاسة, وكلما اقترب منافسه مرشح التغيير المدني سيدي محمد ولد بوبكر من سيادة القصر الرمادي.
إن عمليات الترقيع اليومي لحملة ولد الغزواني, والمتمثلة في إجراء مئات التعيينات الجديدة, لم تفلح حتى الآن في امتصاص غضب مختلف الفئات والجهات أو وقف نزيف الانسحابات ومشاعر التذمر التي بدأت تنخر جسم حملته قبل انطلاق الحملة الانتخابية الفعلية.
وفي مقابل هذا المشهد المقلق للسلطة ومرشحها ومؤيديهم, تتصاعد وتيرة الانضمامات الكمية والكيفية لحملة مرشح التغيير المدني سيدي محمد ولد بوبكر, إذ لا يكاد يمضي دون أن تعلن مجموعات منسحبة من الموالاة أو متمركزة في الداخل أو ملتئمة على مبدأ التغيير أو شخصيات وازنة أو فعاليات شبابية ونقابية مؤثرة... تأييد ولد بوبكر والانخراط في حملته الانتخابية.
ورغم أن حملة ولد بوبكر قد نالت زخمها وانتشارها منذ إعلانه الترشح ضد مرشح السلطة, إلا أن إعلان المعارض الشرس ورجل الأعمال السخي محمد ولد بوعماتو تأييده لمرشح التغيير المدني نزل كالصاعقة على معسكر موالاة السلطة, حيث أربك ذلك الانضمام حساباتهم بعد أن وجدوا الخيط الناظم لحملتهم يتقطع ويرمي بالبعض في دائرة الخصوم.
ولم تكد موالاة مرشح السلطة تستفيق من صدمة بوعماتو حتى دخلت في سكرة التنسيق المشترك لمرشحي المعارضة, خلال مؤتمرهم الصحفي الذي انعقد أمس الأول في العاصمة نواكشوط, والذي شكل القشة التي قصمت ظهر أمل السلطة في كسب بعضهم في حال اللجوء لشوط انتخابي ثان, وهو أمر لم يعد منه من مناص إذا لم يحسم ولد بوبكر رهان السباق الرئاسي في الجولة الأولى, إذ تشير التوقعات إلى أن فوز ولد بوبكر في الشوط الأول واقع لا محالة إذا لم تلجأ السلطة لتزوير غير مضمون العواقب.
إن مرشح النظام بات اليوم في وضع لا يحسد عليه, فطاقم حملته غير المتجانس, ولجنته الإعلامية المكونة في غالبها من عديمي الخبرة وفاقدي المصداقية, شكل عامل طرد للعديد من الشخصيات الوازنة والمكونات المتكئة على وزن جماهيري كبير, فقرر بعضها المغادرة نحو الصف المعارض, بينما لا يزال بعضها الآخر مفضلا لخيار الصمت والضرب من تحت الحزام, محتفظا بنيرانه الصديقة ليوم الاقتراع, حيث ستكون صدمة السلطة ومرشحها أكبر وأخطر.
هيئة تحرير وكالة الوئام الوطني للأنباء