لقد شهدت الحملة السياسية هذه الأيام فى مقاطعة كوبني التابعة اللحزب الحاكم تراجعا غير مسبوق من حيث التنظيم والحماس الإندفاعى الذي كان يعول عليه الحزب من طرف الساكنة المغلوبين على امرهم منذ زهاء عدة سنوات والمنقادين للولاء الفطري لخيارات الدولة ، وذالك عن طريق تهميشهم وعدم الأخذ بأرائهم لا من داخل الحزب ولا من خارجه,بيد أن هذ الفراغ المتمثل فى تغيب أصوات الشباب فى هياكل الحزب على الصعيدين الجهوي والوطني،هو ماجعل الشباب يقاطعون هذه الحملة عن طريق تشكيل كتل متماسكة من شتى اطياف المجتمع في كل البلديات والمراكز الإدارية ودمجها تحت لواء "منتدى الجيل الصاعد بكوبني" وذالك من اجل الحدى من ظاهرة التبعية والجهوية العمياء التي تعيشها شبه المنطقة منذ عدة سنوات.
ومن جملة الأخطاء الجوهرية التي ارتكبها الحزب في هندسة اختيار المستشارين والمنسقين للحز على مستوى دائرة كوبني تقع فى اختيار الشخصيات الغريبة على المقاطعة وهذ هو مكمن الخطأ لعدم خبرتهم ومعرفتهم الدقيقة بساكنة المنطقة ،وهذا قد يولد نوعا من عدم النتاغم والحيوية فى صفوف العاملين فى الحملة الإنتخابية بطريقة قد تأدى الى نتائج غير مرضية للحزب فى شبه المطنقة بتراجع الفئات الناخبة عن الخيارات والمساعي التي يتطلع إليها الحزب في المقاطعة، في حين كان بإمكانهم اشراك ساكنة المقاطعة فى تسير مصير الحزب على المستوي المحلي وتجديد الدماء في شرايين الحزب بوجوه جديدة قد تعود بنفع على الحزب والمجتمع ككل.
وإذا كانت قضايا الشباب متعددة ومتنوعة، فإن مسألة المشاركة الشبابية أصبحت موضوع الساعة اليوم وأكثر من أي وقت مضى، سواء في مجال البحث العلمي أو في ميدان السياسات الموجهة للشباب، وهي على درجة كبيرة من الأهمية، لأنها تتعلق بإطار أشمل هو مشروع الحداثة والبناء الديمقراطي , حيث تتنامى أهمية المشاركة الشبابية في الشأن العام، بوصفها إحدى أهم دعامات المواطنة وديمقراطية المشاركة لدى المجتمعات المعاصرة , فالمشاركة وبخاصة من جانب الشباب تعد المدخل الحقيقي لتعبئة طاقات الأجيال الصاعدة وتجديد الدماء في شرايين النظام السياسي والاجتماعي للوطن والمساهمة في حركة التنمية المتواصلة.
الكاتب: رئيس منتدى الجيل الصاعد بكوبني السيد محمدسالم أحمدو