إنه من العبث والجهل أن يصل البخاري إلى أن يكون بعد القرآن، ويعتقد فى ذلك بعض المسلمين بأن يشبهون ما نقله البخاري من روايات فيها إساءة لله ولرسوله، وشوَّهت رسالة الإسلام وما تدعو إليه من رحمة وعدل وسلام وحرية وتسامح وإحسان وقيم سامية جاءت فى كتاب الله، لو اتبعها المسلمون ما أصبح حالهم في شقاء وتعاسة.
لقد أنذرهم الله منذ أربعة عشر قرنًا فى آيات بينات بقوله سبحانه: «قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًاۖ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَاۖ وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنسَىٰ» (طه: 123-126)
أليس ما كتبه صاحب هذا الكتاب، تجنى على كتاب الله وهو لم يكن غير مجتهد فى تجميع روايات كاذبة وإسراييليات خادعة مزقت المسلمين إلى طوائف ونشرت فيهم الفتنة وساهمت في الصراع والقتال فيما بينهم، حتى أصبح العرب لقمة سائغة لكل مجرم من الدول الغربية يستبيح أراضيها ويسرق ثرواتها ويستعبد شعوبها.
كيف يتجرأ المسلم أن يقرن كتاب جمعت فيه الأساطير والروايات والخزعبلات والإساءة لله ورسول مع كتاب الله، والله يأمرنا بقوله: «اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ» (الأعراف: 3)
ثم يحذر الله عباده بقوله: «وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ» (الأنعام: 27)
ثم يقول سبحانه: (فَرِيقًا هَدَىٰ وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُۗ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ)- الأعراف: 30
وقوله سبحانه: (ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْۚ قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ)- النحل: 27
وقوله سبحانه: (ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ)- الحج: 26
ثم يقول سبحانه: (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَٰؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ)- الفرقان: 17
وقوله سبحانه: (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27 (يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِيۗ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا)- الفرقان: 28، 29
إن الله سبحانه أرسل خطابه للناس فى آيات بينات وكلف رسوله بأن يبلغها للناس ويشرح لهم مراد الله فيها لمنفعة الناس في الدنيا والآخرة.
ولما وجد الكافرون واليهود أن هذا القرآن سيقود العرب أصحاب الرسالة كل الأمم في العالم ليحقق لهم حياة كريمة تعتمد على حرية العقيدة والرحمة والسلام والعدل والإحسان فابتدعوا روايات ما أنزل الله بها من سلطان ليعزلوا المسلمين عن كتاب الله، ويتبعون بعض من عباد الله الذين خانوا الأمانة لينسبوا إلى رسول الله روايات مدسوسة تنفث السم في عقول المسلمين فرقتهم إلى طوائف وجماعات وشيع ومرجعيات متعددة متناقضة يقتل بعضهم بعضًا كما نعيشه في عصرنا الحاضر.
هل سيقف البخاري يوم القيامة يدافع عن الذين اتبعوا الخرافات التي نقلها وجمعها ونشر سمومها لدي المسلمين، أم سيكون من الذين قال فيهم سبحانه: (فَرِيقًا هَدَىٰ وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُۗ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ)- الأعراف: 30
لنرجع إلى كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل ونتبع آياته حتى لا يصيبنا عقابه وعذاب من اتبعه.
سيظل كلام الله هو الحق وغيره هو الباطل، وستعلو كلمة الله فى الأرض. وقد أنذر الله عباده بقوله: (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)- التوبة: 32
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته