بيان من رئيس التجمع الثقافي الإسلامي فى موريتانيا وغرب افريقيا حول قضية المسيئ
في ضوء ما يتردد من أخبار حول احتمال تسريح المسيء إلى الجناب النبوي الأقدس، وعلى إثر المشاورات التي أجراها رئيس الجمهورية بهذا الشأن مع بعض العلماء والأئمة وممثلي الهيئات الإسلامية، فإن التجمع الثقافي الإسلامي الذي كان من المبادرين إلى رفع الدعوى ضد المسيء والمثابرين بحمد الله عبر عقود من الزمن على نصرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في المنابر الوطنية والدولية والتصدي للإساءات المستهزئين من الداخل والخارج يؤكد على ما يلي
أولا – نذكر بأن حرمة الحبيب المصطفى صلى اللـه عليه وسلم هي من حرمة ربه الذي اصطفاه وجعله خاتم الأنبياء والمرسلين ورحمة اللـه للعالمين. وهي خط أحمر لا يجوز التهاون في شأنه، إذ لا حرمة تعلو على حرمته، أحرى في بلد يدين أهله كلهم بالإسلام، ويصرح دستوره بأن الإسلام هو دينه، ومصدر قوانينه.
ثانيا –ندعو لإستكمال التشاور بشأن هذه القضية الحساسة، وبشكل مستعجل، ليشمل أوسع قدر ممكن من علماء الوطن البارزين حتى يكون أي موقف يتوصل إليه ممثلا للرأي العام الفقهي في البلد.
ثالثا – ندعو الدول الكبرى وسائر دول العالم ومنظماته المهتمة بالقضية إلى أن تحترم إرادة الشعب الموريتاني وتقدر له حرصه على عدم انتهاك مقدساته، وتتعاون جميعا من أجل سن تشريعات دولية لتجريم المساس بالمقدسات الدينية. ونحيي في هذا الصدد قرار البرلمان الأوروبي القاضي بأن انتهاك المقدسات الدينية لا يدخل في باب الحريات التي يمكن أن تصان بمقتضى القوانين.
رابعا – ندعو رئيس الجمهورية السيد محمد بن عبد العزيز، وأجهزة الدولة القضائية والتنفيذية والعلماء إلى التعاون من أجل حسم هذه القضية حسما كليا قبل أن يتسلم الرئيس المنتخب السيد محمد بن الشيخ الغزواني مسؤولياته مساهمة في تنقية الأجواء وفي التمهيد لانطلاقة ميسرة لمرحلة جديدة من مراحل الحياة العامة في البلد.
خامسا – نجدد ما أعلنا عنه غير ما مرة من ضرورة الاحتكام في هذه المسألة إلى شرع اللـه واتخاذ التدابير الحازمة التي تشعر المستهزئين والمتطاولين، من أبناء البلد ومن غيرهم، بأن حرمة نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام هي عنوان جامع لكل الحرمات وهي مختصر لكل المقدسات، ولا يجوز لأي كان المساس بها أو التهاون مع من يجترئون على المساس بها.
سادسا: ندعو قيادة البلد بكافة أجهزتها حاضرا ومستقبلا إلى العمل على تجفيف منابع الإساءة، كما أكدنا ذلك في كل المناسبات السابقة، وذلك بإعتماد منهج تربوي شامل يستمدّ منه كل أبناء موريتانيا شحنة وافية من السيرة النبوية الغراء ومن الشمائل النبوية الشريفة ومن محبة النبي صلى الله عليه وسلم باعتبارها الجسر الضامن لإتباعه والتخلق بأخلاقه، فإنه من العار علينا أن يولد بيننا أو يعيش فينا مستهزئ أو مسيء للجناب للنبوي الشريف، لما في ذلك من الخطورة البالغة على قيمنا الوطنية وهويتنا الروحية والعقدية الجامعة.
سابعا: نطالب في هذه المناسبة بتخليد يوم وطني جامع لنصرة ومحبة المصطفى صلى الله عليه وسلم ومواجهة أي إساءة للجناب النبوي الشريف بإشراف مباشر من رئيس الجمهوية وبالحضور الكامل لأجهزة الدولة ومشايخها وعلمائها وكبار الفاعلين السياسيين والاجتماعيين والاقتصاديين فيها، وليكن يوم الثاني عشر من رييع الأنور من كل عام لتبقى في ذاكرة الأجيال وأمام العالم بأسره الصورة الناصعة لموريتانيا بلاد شنقيط أرض المنارة والرباط كبلد إسلامي ترفرف عليه عاليا راية محبة النبي صلى الله عليه وسلم في كل حين.
إن يكن الحب دين قوم فإني
ورعيلي بحب طه ندين
واللـه من وراء القصد
الشيخ محمد الحافظ النحوي
07/08/2019