انتقادات واسعة لاعتقال وتعذيب ثلاثة نشطاء معارضين لقيادة البليساريو

اعتقلت سلطات البليساريو في الجنوب الجزائري 3 منتقدين بينما يدرس قاضي تحقيق توجيه تهمة الخيانة وتهم أخرى إليهم, وذلك بحسب ما أكدت منظمة "هيومن راتس ووتش" الحقوقية.

الرجال محتجزون من قبل قوات تابعة لقادة البليسلريو في مخيمات تيندوف  جنوب الجزائر, حيث يعيش المئات من المحتحزين المحرومين من أبسط مقومات الحياة الكريمة, ومن العودة إلى منازلهم وذويهم في الأقاليم الجنوبية المغربية. 

واعتقل الانفصاليون الرجال الثلاثة, وهم الناشطان مولاي آب بوزيد والفاضل محمد ابريكة، والصحفي محمود زيدان - بين 17 و19 يونيو/حزيران 2019, ويحمل ابريكة أيضا الجنسية الإسبانية.

وقالت لما فقيه، مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالإنابة في هيومن رايتس ووتش: "على السلطات الصحراوية تقديم أدلة موثوقة تُظهر أنّ بوزيد، وابريكة، وزيدان قد يكونون ارتكبوا أعمال إجرامية حقيقية، وليس مجرد انتقاد سلمي للبوليساريو. إذ لم تكن لديها أدلة تُبرّر تهما جنائية، فعلى السلطات الإفراج عنهم".

ويواجه الرجال الثلاثة تهم "القذف، والسب، و"التحريض على العصيان والخيانة بحق الأمة، والأعمال العدوانية وبث الفرقة، والتخريب، والتشهير والقذف".

هذه التهم الملفقة لأشخاص مارسوا حقهم المكفول بالقوانين الدولية بالتعبير, يعاقب عليها الانفصاليون بعقوبة السجن لمدد تتراوح بين 5 سنوات والمؤبد. مع ذلك، لم تكشف السلطات حتى الآن، بعد شهر على اعتقال الرجال، عن أساس هذه التهم.

حتى 15 يوليو/تموز، كان الرجال الثلاثة محتجزين في سجن الذهيبية الذي يقع خارج مخيم الرابوني، حيث يوجد مقر ما يعرف بحكومة جبهة البوليساريو بالقرب من تندوف، في الجزائر.

قال ببيه آب بوزيد، شقيق بوزيد، لـ هيومن رايتس ووتش في 5 يوليو/تموز إن السلطات سمحت لسيدي احمادي، ابن خال بوزيد، بزيارته في 23 يونيو/حزيران. أخبر بوزيد احمادي إن الانفصاليين سمحوا له بمغادرة زنزانته مرة واحدة فقط، وأنهم قيدوا يديه وعصبوا عينيه أثناء جلسات الاستجواب المتعددة. قال الأخ إن السلطات أنهت الزيارة بعد خمس دقائق عندما بدأ السجين في إخبار ابن خاله عن الأسئلة التي طرحها عليه المحققون.

وقال شقيقه إن زيارة محامي بوزيد في 2 يوليو/تموز انتهت بنفس الطريقة عندما بدأ بوزيد مناقشة جلسات التحقيق معه، وقال إن المحققين حاولوا إجباره على توقيع اعتراف مكتوب.

احمادي زار بوزيد مجددا في 11 يوليو/تموز في سجن الذهيبية. بعد الزيارة، وزع بيانا على وسائل التواصل الاجتماعي قال فيه إن بوزيد وقع اعترافات مكتوبة بعد أن دخل عناصر أمن من البوليساريو إلى زنزانته وهددوا بتعذيبه.

وقالت فاطمتو المهدي ابريكة، شقيقة ابريكة، لـ هيومن رايتس ووتش إنها زارته في 11 يوليو/تموز في سجن الذهيبية. أخبرها أن عدة عناصر أمن خرجوا من أربع شاحنات عسكرية أوقفوه حين كان يخرج من مركز طبي في الرابوني في 18 يونيو/حزيران. أخبرها إنه استُجوِب بشكل متقطع خلال تسعة أيام في موقع غير معروف وكان دائما مقيد اليدين ومعصوب العينين.

وقالت هيومن رايتس ووتش، إذا كان عناصر الأمن قد استجوبوا بوزيد وابريكة فعلا وهما مقيدا اليدين ومعصوبا العينين، وهددتهما أو أجبرتهما على توقيع اعترافات مكتوبة، فإن ذلك يشكل مسا خطيرا بالشرط الذي يقتضيه القانون الدولي بأن يكون الاعتراف طوعيا.

الرجال الثلاثة معروفون بأنهم معارضون في مخيمات المحتجزين, ونشروا في الأشهر الأخيرة على فيسبوك منشورات عديدة تنتقد بشدة قيادة البوليساريو.

في 8 مايو/أيار، علق بوزيد بسخرية على غياب حرية الرأي والتعبير في الرابوني، أسبوع بعد أن أدان "استبداد ودكتاتورية" قيادة البوليساريو. في 12 يونيو/حزيران، انتقد زيدان "غياب الحوار" و "(عدم وجود) حل لأي مشكل خارج اللعبة الأمنية والقمعية" في المخيمات. في 16 يونيو/حزيران، كتب ابريكة أن "قيادة البوليساريو الفاسدة ترتعد مما حل بأسيادها من حكام الجزائر"، في إشارة إلى موجة الاحتجاجات في الشوارع التي أجبرت الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على الاستقالة.

وقال سعيد زروال، صحفي صحراوي مقيم في السويد، لـ هيومن رايتس ووتش إن زيدان عمل كصحفي حتى 2018 في قناة " RASD-TV"، التلفزيون الرسمي للبوليساريو.

وكان بوزيد ناشطا في "حركة 5 مارس"، وهي مجموعة معارضة تأسست في 5 مارس/آذار 2011، في أعقاب الانتفاضات العربية في ذلك العام، للمطالبة بإجراء إصلاحات في حكم البوليساريو، بما فيه إنهاء الفساد والقبلية، وتغييرات جذرية في القيادة.

بوزيد وابريكة هما أيضا عضوان في "المبادرة الصحراوية من أجل التغيير"، وزيدان هو عضو مؤسس لـ "منتدى الشباب الصحراوي من أجل الحل". تُعارض كلتا المجموعتين، المتواجدتين في إسبانيا، قيادة البوليساريو وتُفضلان البحث عن سبل جديدة لتسوية الصراع مع المغرب، الذي دام 44 عاما، بشأن المصير السياسي للصحراء, في إشارة إلى مبادرة المغرب بمنح الصحراء حكما ذاتيا ضمن سيادة المملكة.

 
 

خميس, 18/07/2019 - 00:55