لم يكد يمضي شهر واحد على تسلم رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني مقاليد السلطة، وبعد أقل من ثلاثة أسابيع على تشكيل حكومة المهندس إسماعيل ولد بده ولد الشيخ سيديا، حتى ضربت سيول الأمطار الغزيرة مناطق واسعة في ولاية گيدي ماغه، وخاصة عاصمتها سيلبابي، مخلفة أضرارا بشرية ومادية وحصارا كاملا للمنطقة التي انهارت سدودها وغمرت المياه الطرق المؤدية إليها.
ورغم طابع المفاجاة الذي ميز الكارثة، كانت ردة فعل الرئيس وحكومته سريعة وفورية وعلى مستوى الحدث.
فبعد ساعات قليلة من ترقب الأهالي ومحاولة امتصاص الصدمة، كانت طائرة تابعة للقوات المسلحة تعبر الأجواء في طريقها إلى سيلبابي حاملة الأمل والمواساة والتدخل السريع وجهود الإنقاذ وبشرى اهتمام رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني بمحو آثار الكارثة، وهي أمور حملها وزيرا الداخلية والإسكان، الذين أوصلتهما الطائرة العسكرية مساء أمس وباشرا فورا إيصال الرسالة وجهود الإنقاذ.
ولم يقتصر الوفد الوزاري على مجرد بث بلاغات التضامن والمواساة والتعازي، بل شرع فورا في الوقوف على حجم الكارثة وتوزيع المساعدات وإزالة الركام وشفط المياه وفتح الطرقات وإصلاح الجسور.
لقد ألقم الرئيس المرجفين في المدينة حجرا، وهم يستعدون للتشكيك في قدرته على الوفاء بتعهداته التي تضمنها برنامجه الانتخابي، والتي تضمنت التدخل العاجل والاستجابات الفورية لنداءات استغاثة المنكوبين من أبناء الوطن أينما كانوا وكيفما كان حجم الخطر.
إن كارثة سيول گيدي ماغه جاءت لتظهر قدرة رئيس الجمهورية على تجاوز الاختبارات الصعبة التي قد تواجه حكمه خلال مأمورية يأمل المواطنون أن تكون عهد خير ونماء وتقدم وازدهار.
إسماعيل ولد الرباني
المدير الناشر لوكالة الوئام الوطني للأنباء