ذكرت صحيفة "الشرق الأوسط"، السبت، أن مسؤولين إسرائيليين كبيرين منعا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من إعلان ضم غور الأردن ومناطق أخرى في الضفة، قبل أن يقرر الأخير التعهد بذلك في حال فاز بالانتخابات المرتقبة.
وحسب الصحيفة التي نسبت معلوماتها إلى "مصادر سياسية في تل أبيب" فإن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، ناداف أرغمان، منعا نتنياهو من الإعلان عن ضم مناطق واسعة جداً من الضفة الغربية لإسرائيل، من بينها غور الأردن وشمالي البحر الميت وجميع المستوطنات، بينما قرر نتنياهو عقد جلسة حكومته العادية، غداً الأحد، في إحدى المستعمرات اليهودية المقامة في غور الأردن.
موضوع يهمك?هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الثلاثاء بضم غور الأردن في الضفة الغربية المحتلة إذا أعيد انتخابه في 17... نتنياهو يهدد بضم غور الأردن.. وإدانات عربية واسعة العرب والعالم
وقالت "المصادر" التي نقلت عنها "الشرق الأوسط" إن نتنياهو كان قد اتخذ قراره بهذا الشأن، عندما أدرك أن حظوظه للفوز بالانتخابات تضمحل، وقرر الإعلان عن ذلك خلال المؤتمر الصحافي.
قصة الـ90 دقيقة
لكن انعقاد المؤتمر الصحافي تأخر ساعة ونصف الساعة تقريباً (90 دقيقة)، ليتبين، وفق الصحيفة أنه "خلال هذه المدة جرى نقاش صاخب بين نتنياهو وقادة الأجهزة الأمنية، الذين حذروه بشدة من مغبة خطوة كهذه وتبعاتها الأمنية الخطيرة، ما دفعه إلى التراجع عن قراره، والإعلان عن نيته اتخاذ قرار بضم غور الأردن في حال فاز في الانتخابات وشكل الحكومة المقبلة".
وأوضحت المصادر أن "المحادثة التي أجراها نتنياهو مع كل من أرغمان وأفيف كوخافي، على مسمع من رئيس مجلس الأمن القومي، مئير بن شبات، من أجل إطلاعهم على قراره الإعلان عن ضم الضفة، كانت محادثة صعبة، تضمنت صراخاً من جانب نتنياهو بالأساس، بعد أن لمح قادة الأجهزة الأمنية بأن إعلاناً كهذا ينطوي على عدم مسؤولية، لأن من شأنه أن يقود إلى مخاطر كبيرة. وكان هذا موقف (الشاباك) والجيش، لكن موقف بن شبات غير معروف حتى الآن. يضاف إلى ذلك موقف المستشار القضائي للحكومة، أفيحاي مندلبليت، بأنه توجد صعوبات في تنفيذ خطوة كهذه من جانب حكومة انتقالية، لم تحظَ بثقة الجمهور".
وحسب هذه المصادر، فإن نتنياهو "اتصل بقادة الأجهزة الأمنية قبل عشر دقائق من الموعد الأصلي للمؤتمر الصحافي لكن هذه المحادثة استمرت ساعة ونصف الساعة، تخللها صراخ نتنياهو. إلا أن قادة الأجهزة الأمنية وجهوا انتقادات لنتنياهو واستخدموا عبارات شديدة للغاية".
حديث غير مسبوق
واعتبر قادة الأجهزة الأمنية أن إعلاناً كهذا، يشكل حالة سياسية وأمنية تنهي العلاقة مع السلطة الفلسطينية قائلين إنه "ينبغي تنفيذه بعد مداولات عميقة، وعمل جماعي، واستشراف الأضرار المحتملة إلى جانب النجاعة" من خطوة كهذه. وطرحوا سيناريوهات الأضرار المحتملة من ضم فوري لغور الأردن إلى إسرائيل، عشية الانتخابات، من دون دعم أميركي كامل.
العربية- وكالات