كانت الحملة الانتخابية والتنافس في الاستحقاق الانتخابي البلدي على أشده خاصة في بلدية الغايرة ذات التجاذبات والحساسيات المختلفة، والتي وحدت جهودها وتناست الخلافات والتباينات في الآراء والتوجهات بينها، وهو ما مكن من تحقيق الفوز التاريخي على مستوى البلدية حيث فاز حزب الاتحاد من أجل الجمهورية لأول مرة بالبلدية وفي شوط الانتخابات الأول، وهو حدث تاريخي تم تحقيقه بفضل التماسك والعمل الجماعي والتفاني في خدمة المشروع، كنا جميعا شركاء فيه وكنا نعتبره الأساس المتين لبناء تعاون وتحالف سياسي بل وتراحم اجتماعي يمكن الساكنة من البناء على المشترك والتفرغ لتنمية البلدية، غير أننا وبمجرد انتهاء الانتخابات وللأسف بدأت بوادر التهميش والإقصاء تبدوا وبشكل متسارع وبخطوات متعاقبة بدأها السيد العمدة بإعادة بعض العمال الذين فصلهم سلفه واكتتاب آخرين من نفس الوسط المجتمعي له حارما الأخت إطعين من تلك الإعادة، ليرفع درجة التهميش والإقصاء إلى حد الاستهداف حيث وزع أفراد وسطه الاجتماعي الجدد كمساعدين لموظفي البلدية من غير وسطه، تمهيدا لاستبدالهم بهم ولم يخيب السيد العمدة ظننا بذلك حيث طالعنا اليوم بلا خجل ضاربا بعرض الحائط الأعراف الإدارية والأخلاق الإنسانية والروابط الاجتماعية التي تربط المكونتين منذ أربعين سنة والتي يسودها الود والاحترام المتبادل وذلك بفصل الأخت بمب من منصبها الذي شغلته لعشرين عاما بكل إخلاص ونزاهة وتفان، وحصلت من خلاله على تكوين وتدريب متعدد ومتنوع لإتقانه والقيام به على أحسن وجه والتحضير لإسناده لقريبته المكتتبة حديثا..، وقد سبب العمدة فصل المعنية بذريعة واهية أقرب ما تكون إلى العبث حيث اعتبر أن فصلها مرده ضائقة مالية تعاني منها البلدية في حين لم يجف بعد حبر اكتتاب أقاربه.
كل هذا يحدث في بيئة عرفت بتجاذباتها السياسية الحادة وتباين نخبها وفي وقت أمل الجميع أن تتحول تلك التجاذبات إلى حرص على البناء وإحقاق للعدل والإنصاف، وأن تتحول تلك التباينات إلى تكامل في الرؤى ودفاع عن الحق وترسيخ الحوار وتقوية اللحمة بين الأوساط المختلفة، غير أن السيد العمدة جاء بأجندة أخرى هدفها التمزيق والتشتيت وضرب السلم المجتمعي وإثارة النعرات والحميات في بيئة لا تحتاج الكثير من مثيري الفتن..
ومهما حدث من أمر فسيبقى حلفنا عاضا على الجمر حريصا على الأخوة مدافعا عن مشروع البناء والتنمية في بلديتنا الحبيبة وفي بلدنا الغالي ...
وفي الأخير لا يسعني إلا أن أناشد إخواني وجيراني من من لهم على العمدة تأثير أن يدعوه إلى تصحيح المسار والقيام بما يحفظ الود ويعمق الإخوة ويزيد في المودة..
كم أهيب بالسلطات الإدارية ألا يقعوا في فخ مكيدة الظلم والإقصاء بتبني هذا القرار الجائر والذي يبدوا أنه حضر له منذ استلامه لمهامه.
والله ولي التوفيق وهو حسبنا ونعم الوكيل