استياء داخل طواقم حملة ولد الغزواني_ تفاصيل

عرفت  حملة الإنتخابات الرئاسية الماضية ، إختيار المرشح محمد ولد الشيخ الغزواني لكوكبة من خيرة الكفاءات الوطنية لتولي مسؤوليات سامية في إدارة حملته الإنتخابية ، الشيء الذي أرتاح له الجميع ، خاصة المتعلق منها بإختيار المنسقين الجهويين ، بإعتبارهم رأس الحربة و العمود الفقري لنجاح الحملة الرئاسية ، خاصة منها المتعلق بتسيير حملة الولايات نتيجة تعقد المشهد السياسي الداخلي الذي يطبعه الكثير من الإختلالات البنيوية ، الناجمة عن بدائية الممارسة السياسية في تلك المناطق النائية و بعدها عن مراكز القرار ،مما يصعب عملية تمرير الخطاب السياسي لكسب ود الناخبين مع إستمالة قادة الرأي و كبار الفاعلين . الشيء الذي نجح فيه معظم المنسقين الجهويين و كرس علي ارض الواقع من خلال الحملة الإنتخابية و كذالك التمييز بين الولايات في تنظيم المهرجانات و إدارة حلقات الحملة بحكمة و حنكة ،كللت بالنتائج المحققة،  التي كفلت تجاوز المرشح في الشوط الاول ، رغم الظروف الصعبة و قلة الإمكانيات المادية التي رافقت الحملة .
لقد جرت العادة في الديمقراطيات العريقة ان تأخذ طواقم الحملة مكانتها في المشهد السياسي الوليد ،نتيجة لعدة إعتبارات سياسية و معنوية و أخلاقية . الشيء الذي فاجأ معظم المراقبين للشان العام هو تشكيل حكومة تكنوقراط مناقض لكل التوقعات و المؤشرات السياسية السليمة في ظل نظام ديموقراطي تعددي أفرز أغلبية متحكمة في نجاح المرشح مع ما يعنيه ذالك من ترسيخ لإستمرار النظام الجديد.
اليوم يتساءل معظم الطيف السياسي عن مكانة منسقي حملة ولد الغزواني الذين ادارو بكل  جدارة و إستحقاق  المهمات الملقات علي عواتقهم و مع ذالك بقو خارج المشهد السياسي في طي النسيان ؟ 
من ضمن خمسة عشر إطارا وطنيا من الكفاءات المتميزة لم يحظي منها بثقة الرئيس المنتخب سوي منسق ولاية كوركول إسماعيل ولد الشيخ سيديا  الذي عين وزيرا اول ،و منسق ولاية تكانت محمد سالم ولد محمد فاضل القادم من معسكر المعارضة من حزب تواصل ذو المرجعية الإسلامية الذي عين مكلفا بمهمة في رئاسة الجمهورية  .  أين الكفاءات المتبقية من منسقي حملة ولد الغزواني ، خاصة اولائك الذي حققو نتائج متميزة ، فاصلة في تحقيق النصر لصالح المرشح محمد ولد الشيخ الغزواني ؟ هل تكرس الديموقراطية الموريتانية نموذج آخر غير ذالك المتعارف عليه في أدبيات الفكر السياسي المعاصر ؟ أم ان الغاية تبرر الوسيلة في قادم الأيام ؟

جمعة, 18/10/2019 - 16:45