لقد تعددت المصادر والدوائر المختلفة، وعلى رأسهم سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذى طالب بإعادة النظر فيما يجري على الساحة العربية والدولية من جرائم ضد الإنسانية والضمير باسم الإسلام، حين نادى سنة ٢٠١٣ جميع المختصين والمفكرين بدءًا من الأزهر وغيره من المؤسسات الدينية والعلمية للتدبر فيما يحدث من قتل وتدمير فى العالم العربي، وما يصاحبه من تشويه مقصود لدين الإسلام، دين الرحمة والسلام، دين التعاون والتسامح والإحسان، دين العدالة والفضيلة والقيم النبيلة، ليطلب من الجميع البحث فى المراجع الإسلامية وأهمها القرآن الكريم الذي أنزله الله على رسوله، واكتمل فى حجة الوداع بقوله سبحانه
( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) (المائدة 3)
فكان الخطاب الإلهي للناس أن يتبعوا ماأنزله الله على رسوله فقط،وأن يتدبروا فيما يتلوه عليهم من آياته، وما تدعو إليه من خير وصلاح للإنسانية فى كل مكان، فكيف انقلبت الموازين من الرحمة إلى القسوة، ومن العدل إلى الظلم، ومن التسامح إلى البغضاء، ومن الوداعة إلى التوحش، ومن احترام حق الحياة إلى قتل الأبرياء، فأثارت تلك المواقف الشاذة ومن يمارسها سيادة الرئيس، حين وصل إلى يقين بأن مايجري من إجرام لا يستقيم مع دعوة الله للناس بكل ماسبق من عظاته وتشريعاته، والتمسك بقيم القرآن وأخلاقياته، فنادى أيها الناس
تعالوا لنتفكر وندرس ونبحث فى كتاب الله، وعلاقته بما يجري من اغتيال الأبرياء، وقطع الطرق، والفساد فى الأرض وتدمير المدن، وتشريد الناس يهيمون على وجوههم فى الأرض حيارى لايعلمون إلى أين يتجهون، وذلك من أجل الوصول إلى مكمن الداء، ومرجعيات الفكر المنحرف الذى تم توظيفه من قبل أعداء الإسلام لضرب المسلمين، وتشويه صورة الإسلام، ولم يجد صدى لدعوته، لأن السبب تراكم الروايات والعادات التى طغت على الآيات، وأصبح العقل مرتهن لها، دون استطاعته التحرر من ظلمتها، والسعي نحو النور الإلهي، والتدبر فى كتابه الكريم والعودة إلى الله، دون ولي أوشيخ، أووسيط، أوكاهن، وحين يقر المسلمون بأن الله لم يرسل غير محمد بن عبدالله برسالته التى أوحى الله بها جِبْرِيل لرسوله، وأنه لم يبعث رسول بعد محمد عليه السلام، وتكون كلمات الله هي المرجع الوحيد لرسالة الإسلام، نكون عندئذ بدأنا الخطوة الأولى نحو النور، وتحرير الفكر من الأسر لدى من سبق من الأموات، الذين قال فيهم سبحانه
(تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ۖ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ ۖ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (134) (البقرة)
توجيه واضح بأن يعتمد كل جيل على فكر أبناء عصره، وليستنبطوا من منبع الرحمة والنور والعدل كتاب الله المبين بتصحيح مسار الإنسانية نحو الخير والمحبة والسلام والحرية والعدل والتكافل والحفاظ على حق الحياة للناس جميعًا، دون ظلم، أوقهر أو عدوان، ومن أجل تصحيح المصطلح تجديد الخطاب الديني، ليتفق مع مقاصد النداء الذى وجهه الريئس ليكون تصويب فهم الخطاب الإسلامي، لأنه مصطلح ديني يشمل كل الأديان السماوية، بما فيها عقائد قوم آخرين، فتحديد المصطلح ليتفق مع المقصد أمر ضروري، لتجنب الالتباس بان ما يعنيه سيادته هو الدين الإسلامي الذى تم تشويه فهمه، والإساءة إلى دعوته والطعن فى مقاصده العظيمة لخير الإنسانية جمعاء، ومن يتأخر عن الاستجابة لدعوته فقد ظلم نفسه، وتهاون فى قضية مقدسة ترفع الظلم عن رسالة الإسلام ، ويكون من الذين وصفهم الله سبحانه بقوله
( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا (61) النساء)