أبشروا فقاطرة "تعهداتى" قد انطلقت../ المصطفى ولد أحمد معاوية

فور توليه مهامه الرئاسية ، شرع رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في تنفيذ برنامجه الانتخابي " تعهداتي" المستمد من نية صادقة لدى رئيس الجمهورية ، لخدمة هذا الوطن بإخلاص ، و من روح انفتاح وسعة صدر منطلقها المعرفة العميقة بالبلد ، و من فهم أعمق لهذا الشعب و تفهم مستنير لحاجياته الملحّة ، و من قدرة فائقة على تقديم الحل الأنسب لقضاياه ، و ظهر الرجل مستميلا القلوب بفيض روحاني منبعه قيم ديننا الإسلامي ، في مسحة أخلاقية بسطت ظلالها على الحياة العامة حتى انعكست مبكرا على تسيير المرفق العمومي ، فاطمأن المواطن لعهد جديد يختفى فيه قاموس الغبن و مفردات الإقصاء ، و لقد تأكد لهذا الشعب أن للرجل مِلاك ذلك ، فالتفّ حوله الجميع في حلف إجماع وطني غير مسبوق ، معلقين آمالهم على سياسته المتأنية ـ دون هوادة ـ  في إصلاح الرعية و الحكم بالعدل .
في فترة وجيزة من تولى رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني الحكم ، عرفت العلاقات بين النظام و مختلف الطيف السياسي سمة جديدة من التقارب أفرزتها تلك اللقاءات المكثفة لرئيس الجمهورية مع رؤساء أحزاب المعارضة و الشخصيات السياسية المرجعية و الفاعلين السياسيين في البلد ، أيّا كان توجهها ، و كل بُعيد اللقاء  ـ عبّر عن ارتياحه لما لمسه من رئيس الجمهورية من انفتاح على الجميع سبيلا للمصالحة مع الذات ، وما استبشر به المتابعون للتطورات السياسية في البلد و الفرقاء  السياسيون  الوطنيون من إرادة صادقة لتعزيز الديموقراطية المحلية ، فاختفى الجو السياسي المتسم بالمد و الجزر بفعل جفاءٍ مُزمن ميز الساحة السياسية ، ليحل محله جو من الثقة و المسؤولية حققه رئيس الجمهورية  ـ الذى للعهد عنده معنى ـ  و هكذا بدأت الثقة تنمو بين النظام و المعارضة .
و قد كان للخطابات الرئاسية دورها البارز في حشد التأييد بدءا بخطاب إعلان الترشح الذى ولّدت مضامينه ارتياحا عاما في صفوف المواطنين ، و حظى بالقبول  مبنى و معنى ، ، مرورا بخطاب إعلان البرنامج الانتخابي ، وهو خطاب حظي هو الآخر بقبول واسع و إشادة منقطعة النظير إنْ على مستوى الموالاة أو في صفوف المعارضة حتى الراديكالية منها فهو بحكْم ملامسته للواقع و استجابته لتطلعات المواطن الموريتاني المشرئب لعدالة اجتماعية شاملة و لنظام راشد يكفل لكل ذي حق حقه ، ويبسط يده بخيرات البلد ليستفيد منها المواطن في شتى ربوع الوطن ، ولقد كان حريا ببرنامج انتخابي هذه سماته أن يكون محل إجماع ، و لأنه " مشروع دولة " فقد كانت أهداف هذا البرنامج  تأخذ في الحسبان ما تحتاجه بلادنا في الوقت الراهن من تهدئة للمناخ السياسي و تهيئة الظروف المناسبة لذلك ،  ، تشجيعا للتعاضد و التقارب لأن"موريتانيا تحتاج كافة أبنائها ".
ولم يكن خطاب التنصيب نشازا ، ذلك أن رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني تعهد في ذلك الخطاب القيم بأن يكون رئيسا للجميع ، و وعد ـ من بين ما وعد به ـ باجتثاث الفوارق الاجتماعية و تنويع قنوات التواصل و التعاطى مع كافة الفرقاء السياسيين و تعزيز قدرات الجيش و باختصار ب"مسار تنموي يكون فيه المواطن الموريتاني هو المنطلق و الغاية " ، فازداد حجم الالتفاف الشعبي حول " مشروع أمة " يجد فيه المواطن ذاته و يحقق فيه آماله.
ويأتي خطاب رئيس الجمهورية في الذكرى التاسعة والخمسين للاستقلال الوطني في أكجوجت ، ليمنح لهذه الذكرى ألقا جديدا ومعاني مستلهمة من قاموس الاعتراف بالجميل لأبطال المقاومة الوطنية بشقيْها المسلح و الثقافي في متلازمة السيف و القلم وليمجّد قواتنا المسلحة وقوات أمننا لما بذلوا من تضحيات جسام في سبيل صيانة الاستقلال بالذبّ عن حوزة البلاد ، وإحراز ما ننعم به اليوم من أمن و استقرار ، ولعل ما تضمنه خطاب ذكرى الاستقلال من الإعلان ـ من بين أمور أخرى ـ عن إنشاء مندوبية" تآزر" خير دليل على تصميم رئيس الجمهورية على إشاعة العدالة الاجتماعية و تمكين كل موريتاني أن يتمتع بحياة كريمة يحقق من خلالها آماله  ، و بالتالى منح مختلف الفئات المغبونة حقها كاملا غير منقوص سبيلا لتوطيد الانسجام و سيادة التعايش ،  و وفاء بتعهدات رئيس الجمهورية خاصة تلك التي ستنعكس إيجابا على الحياة اليومية للمواطن ، و بذلك يؤكد رئيس الجمهورية أن قاطرة تنفيذ برنامجه الانتخابي انطلقت و أنه مصرّ على أن تظل في تسارع مستمر ، إدراكا من سيادته لحجم تطلعات و آمال شعب منحه الثقة مستندا لعقد انتخابي يرسخ العدالة الاجتماعية ويحفظ الهوية ويفتح آفاقا رحبة من التعايش الأخوي و يضمن الاستقرار و التطور و النماء. 

 

أحد, 01/12/2019 - 14:05