بورتريه/ تعرف على السيرة المهنية للأمين العام الجديد للحزب الحاكم

اختار المجلس الوطني لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم، في وقت متأخر من ليل الأحد/الاثنين، افال انغيسالي ليكون الأمين العام للحزب، فمن هو هذا الخبير الاقتصادي الذي دخل عرين أسود السياسة.

لقد برز اسم افال انغيسالي خلال الأسابيع الأخيرة عندما وقف إلى جانب الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز فيما عُرف بأزمة «المرجعية»، وظهر حينها في مؤتمر صحفي إلى جانب سيدنا عالي ولد محمد خونه وبيجل ولد هميد، ليعرف الثلاثة بـ «جناح عزيز» داخل لجنة تسيير الحزب.

ولكن انغيسالي سرعان ما تراجع عن موقفه، والتحق بأغلبية أعضاء لجنة تسيير الحزب التي تدعم اتخاذ الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني مرجعية للحزب الحاكم، وحضر مؤتمراً صحفياً عقدته اللجنة.

لم يكن من الصعب على الخبير الاقتصادي المختص في دراسة «الخيارات»، أن يفهم سير الأمور والخيار الوحيد المتاح أمامه، فأدرك أهمية القفز بسرعة من السفينة التي تغرق، نحو أحد زوارق النجاة، ولكن الحظ قاده لأمور ربما لم يخطط لها.

افال انغيسالي ينحدر من منطقة روصو، من «الولوف» القاطنين على الضفة الشمالية من نهر السنغال، جنوب غربي موريتانيا.

انغيسالي حاصل على درجة الماجستير في العلوم الاقتصادية وتخطيط الخيارات والتنمية، من جامعة الشيخ أنتا ديوب في داكار، عام 1984، وهو واحد من خيرة الخبراء الاقتصاديين في البلاد.

بدأ انغيسالي حياته المهنية في وزارة الشؤون الاقتصادية والتنمية بعد عام واحد من تخرجه (1985)، وشغل فيها العديد من المناصب، أولاً كرئيس مصلحة ثم مديراً مساعداً للتخطيط ومدير ديوان الوزير، قبل أن يصبح مستشار الوزير الاقتصادي المكلف بترقية القطاع الخاص.

وفي نهاية عام 1998 تم تعيينه مستشارًا للوزير الأول، مكلفاً بقطاع العمل الاقتصادي، قبل أن يشغل لعشر سنوات (من 1999 وحتى 2010) منصب المدير العام للوكالة الموريتانية لتنفيذ الأشغال ذات النفع العام (أمسكتيب).

وفي عام 2010 تم تعيينه والياً لنواكشوط وهو المنصب الذي بقي فيه حتى عام 2014، عندما تم تعيينه مديراً عاماً للشركة الوطنية للمياه وهو منصب شغله لثلاث سنوات، قبل أن يعين مطلع عام 2017 مديراً عاماً للشركة الموريتانية للمحروقات والأملاك المعدنية (SMHPM)، منصب فقده قبل أسابيع قليلة.

ومرَّ افال انغيسالي بعضوية العديد من مجالس الإدارات لكبريات الشركة في موريتانيا، والتي من أبرزها الشركة الوطنية للصناعة والمناجم (سنيم)، وشركة سوجيم التابعة لمنظمة استثمار نهر السنغال، بالإضافة إلى شركتي أنير وصونادير.

الرجل الذي يحمل خلفه تجربة اقتصادية وإدارية مهمة، يجد اليوم نفسه في صلب عملية جراحية معقدة يخضع لها أكبر حزب سياسي في البلاد، فهل تنفعه خبرته الاقتصادية في تدبر الشأن السياسي المعقد في البلد.

 

صحراء ميديا

 

اثنين, 30/12/2019 - 08:32