العهد الكاذب .......\ جبريل جالو

عرف الجيل الذي أنتمي إليه تعاقب الأنظمة الفاسدة على حكم بلادنا. فكان الجنرال محمد ولد عبد العزيز آية في الفساد المالي. بعد أن كان ولد الطائع دمويا. لقد درسنا في مدارس متهالكة وكان السادة المعلمون الأشراف يعانون من سوء التغذية. والحال لم يتغير. فكل شيء من حولنا تعرض للخطر، وحدتنا تئن تحت نير العبودية وإرثها الثقيل. والتصفية العرقية وترويع الآمنين جرح غائر. لقد جعلت عنصرية الدولة كل شئ قبيحا في جمهوريتنا.

لقد أصبحنا دولة حمقاء. لا قيمة فيها للمعرفة ولا للجمال. إننا مقبرة سكانها أحياء. نشرب الدواء الفاسد. ونأكل الطعام الفاسد. ونقتل بعضنا في الطرقات، كل يوم حادث سير. لم يبق فينا من سلوك البشر غير التهور والطمع. هذا الواقع المؤلم هو الذي قاد البلاد إلى قبضة عصابة الأشرار. هم ضباط في جيشنا المستضعف. همهم الوحيد هو جمع الثروة. وإشباع رغباتهم الجنسية الأولية. لامصداقية ، لا مشاريع. ولا مؤسسات. للأسف لم يعد في البلاد مثل يحتذى. فالطبيب والممرضة والمدرس والقابلة والجندي والفنان شخصيات هامشية في حياتنا. إنهم موضع سخرية. لقد وضعهم الإنحطاط الأخلاقي الذي نعيشه في مكب القمامة. وأصبح فخامة الرئيس محمد ولد الغزواني والرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز معالم النور في حياتنا البائسة.

إني أدعوكم أعزائي المواطنين إلى أن إقامة أسبوع وطني للبكاء على واقعنا المزري. ثم نشرع بعده في مسرح نضحك فيه ونسخر من بلادنا ومن حالها. ومن نخبتنا القذرة. قبل أن نغضب حين يسخر منا الآخرون. من العرب والأفارقة والأوروبيين.

كان بودي حقا، أن أدعم الرئيس ولد الغزواني. وأناصر برنامج تعهداتي.. إلا أن الرجل يعود بنا لعنصرية الدولة والتعيينات الفئوية.

كان بودي أن أقول إن العشرية تركت لنا ألف إنجاز وأنها ستبقى أساسا صلبا للبناء والنمو. لكن صاحبها قال : إنه هو قارون.

كان بودي أن أنتسب لحزب الإتحاد من أجل الجمهورية لكنني لست ناصريا، ولست من بقايا نظام العقيد معاوية ولد سيد أحمد ولد الطايع.

 

جبريل جالو

سبت, 04/01/2020 - 14:21