كتب الكاتب الشهير حبيب الله ولد أحمد تحت عنوان :عصابة نساء…!! قصة
تقول (م.م.ف ) وهي فتاة فى حدود الثلاثين من عمرها من سكان عرفات ناحية (امبلكة اليابان ) قريبا من تفرع شارع( الداية 6 )من شارع( اللنكات )
(تحكى بالحسانية وأنقل بأمانة ) :
( ذهبت حدود السادسة والنصف مساء أمس من المنزل لزيارة صديقة لى قرب ملتقى طرق(الداية6 )
كعادتى انتهزفرصة المساء قبل حلول الظلام لامارس رياضة المشي على الرصيف الرملي للشارع
تجاوزت مسافة قصيرة قبل أن تتوقف عندى سيارة(كارينا غامقة ) بها ثلاث نسوة(بيظانيات )
السائقة بنظارات كبيرة مظللة والمقعد المجاورلها خال وفى الخلف سيدتان إحداهما متحجبة والاخرى تحكم ملحفتها على وجهها
طلبت متى السائقة وتبدوفى حدود الخمسين فمافوق من العمر الصعود لأن المسافة طويلة وهي تسيرفى نفس اتجاهى والليل يقترب والمكان غيرآمن ومعتم
شكرتها معتذرة عن الصعود معها داخل السيارة فالمكان قريب والمسافة قصيرة ومناسبة للرياضة امامى منزل صديقتى وخلفى منزل أهلى غير بعيد وأعرف المكان جيدا المنازل والوجوه والازقة فأنا (بنت الحارة )
الحت علي قائلة إنها بمثابة امى وهي و صديقتاها تبحثان عن (الأجر ) و(الحسنات ) وعليها ايصالى لتكسب عمل خير
امام اصرارها صعدت إلى جانبها بهدوء
لم تخاطبنى بعد ركوبى وكانت السيدتان فى الخلف(تدجفان ) بشكل طبيعي
تقريبا لاشيئ آثار انتباهى
لم تسألني النسوة عن شيئ ولم اسألهن عن شيئ
فجأة والسيارة تأخذ منعرجا رمليا يمين الشارع لاحظت يدا تمتد نحوى اتجاه منطقة الصدر تحديدا
كانت يد إحدى السيدتين فى الخلف وكانت قبضتها تخفى منديلا ورقيا مبللا بشيئ ما
عمت السيارة رائحة كريهة خانقة مقززة
لا اراديا استجمعت قوتى وسحبت يد الراكبة الخلفية بعنف لترتد إليها وأنا أصرخ بجنون محاولة رمي نفسي من السيارة مهما كانت العواقب
خففت (الكهلة ) السائقة سيرها حد التوقف وهي تقول مالك يابنيتى ما الذى حدث
فتحت باب السيارة ورميت بجسمى كله على كومة قمامة ورمل وقد (ساعدتنى ) السائقة بأن دفعتني خارج السيارة برجلها اليمنى موقفة السيارة تماما للحظة قبل أن تلوذ بالفرار وسط سحابتى دخان وغبار
كان هناك رجل فى طرف قصي من المنعرج الرملي أسرع نحوى وهدأ من روعى قائلا الحمد لله لم تتعرضى للاغتصاب فهن نسوة حاولت أخذ رقم سيارتهن وانا أراك تسقطين منها لكن بدون جدوى المهم كن ثلاث نسوة بملامح شبه واضحة
إنضم إلى الرجل بعض المارة بدأوا باسعافى
شربت ماء فتقيأت ثم لبنا فتقيأت
كانت الرائحة تخنقنى والدوار يهزهزنى وأنا تحت تأثير الصدمة مع كدمة على مستوى ساق الرجل الأيمن
لا أظن بأننى تخدرت فكل الأشياء احتفظ بألوانها واحجامها ولربماغبت عن الوعي دقيقة تقريبا لكننى والحمد لله تجاوزت تلك اللحظة
سرت عائدة إلى منزل اهلى بتثاقل ولكن بنشاط مقبول
خوف وصدمة ورعب ودوران واقياء كل ذلك صاحبنى مع الرائحة الغريبة لعشر ساعات تقريبا
ربماكنت ضحية محاولة اختطاف مبرمجة ولأسباب ودوافع وأهداف غامضة
يخيل لى الآن وانا طبيعية وقد استعدت نشاطى أن قطعة منديل الورق كانت مبللة بمادة مخدرة ولكن بجرعة غيركافية أو محضرة بارتباك وسرعة ودون خبرة احترافية
كنت وسأظل اتحاشى وأخاف وأرفض ركوب سيارة رجل ليس من محارمى ولم أكن احسبنى اواجه شعورا بأنه علي أيضا أن أتحاشى وأخاف وأرفض ركوب سيارة سيدة ليست (محرمتى )
مخيف ان أتخيل عصابة رجال تؤذينى ولكن مرعب حقا أن اواجه عصابة نساء تحاول اختطافى نهارا جهارا وبهذه الطريقة العجيبة .
من صفحة الكاتب والمدون
حبيب الله ولد أحمد