إن هي إلا أيام معدودات ويكمل نظام الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني نصف عامه الأول من مأموريته الأولى.
إنها فترة قصيرة باحتساب عداد الزمن، لكنها مثقلة بالإنجازات التي جسدت الوفاء بالكثير من التعهدات الانتخابية التي قطعها الرئيس على نفسه في برنامج "تعهداتي"، بعد أن نال ثقة غالبية الشعب الموريتاني في الاقتراع، ومختلف أطيافه بعد التنصيب.
لقد عهد ولد الشيخ الغزواني إلى وزيره الأول إسماعيل ولد بده ولد الشيخ سيديا وطاقمه الوزاري النوعي بتنزيل تعهداته بعد أن نال برنامج الحكومة ثقة البرلمان.
ومن أجل تسهيل العمل الحكومي والمتابعة الدائمة قام الوزير الأول بتشكيل لجان وزارية متخصصة تجتمع بشكل دوري تحت رئاسته، وتواصل العمل في كل الأوقات، حتى خارج الدوام وفي أيام العطل.
لقد وضعت الحكومة خططا استعجالية وأخرى متوسطة المدى، فضلا عن التخطيط الاستراتيجي للمستقبل البعيد، غير أن التركيز كان منصبا في بداية الأمر على المجالات الخدمية، فشهد قطاع الماء والكهرباء تحسنا غير مسبوق، في حين تواصل العمل من أجل تقريب الخدمات الصحية من المواطنين مع الحرص على جودتها، وهو ما تجلى في تفعيل قانون الصيدلة وحصر استيراد الدواء في جهة واحدة مسؤولة عن توفيره من مخابره الأصلية، كما تم تزويد صيدليات المستشفيات بكافة الأدوية الضرورية، وتعميم مجانية الحالات المستعجلة.
وقبل هذا وذاك حرص رئيس الجمهورية شخصيا على حضور الافتتاح الدراسي لإعطاء انطلاقة قوية للتعليم، وهو ما تابعه الوزير الأول لاحقا بتنظيم زيارات ميدانية مفاجئة لبعض المؤسسات الدراسية، وأعقبه بتفتيش لا يزال متواصلا للمصالح المسؤولة عن توفير الكتاب المدرسي بعد أن لاحظ غيابه لدى الطواقم التربوية والتلاميذ، فضلا عن أوامره بترميم الفصول التي قال إنها لم تعد صالحة للاستعمال.
وفي مجال التشغيل تم تنظيم العديد من المسابقات، كان من ضمنها اكتتاب الآلاف من مقدمي خدمة التعليم، فضلا عن مسابقات اكتتاب في مجالات عدة.
ودعما للشباب العاطل عن العمل، وتشجيعا لروح المبادرة، أعلنت وزارة التشغيل والشباب والرياضة عن إجراء مسابقة للمشاريع الشبابية لمنح قروض ميسرة ل500 مشروع.
وتعزيزا للانفتاح الاعلامي وإصلاح القطاع من الداخل، قامت الحكومة بإسناد إدارات الإعلام العمومي لثلاثة صحفيين، وذلك لأول مرة في تاريخ الوكالة الرسمية والإذاعة والتلفزيون العموميتين، مطبقة بذلك قاعدة الرجل المناسب في المكان المناسب، وهو ذات المنطق الذي اعتمده الرئيس في المجال المصرفي عندما قرر تعيين محافظ جديد للبنك المركزي.
إن عمر النظام لما يتجاوز 6 أشهر بحساب الزمن، لكنها تعدل 6 عقود من الإنجازات، أي عمر الدولة منذ حصولها على الاستقلال عن الاستعمار الفرنسي.