نظر المراقبون الى الدعوة التي تلقاها رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني من دولة الإمارات العربية المتحدة، كإجراء برتوكولي لا يحمل جديدا باعتباره تقليدا دبلوماسيا يندرج في إطار مجاملات قادة لآخرين.
لكن زيارة الدولة التي يؤديها ولد الشيخ الغزواني لأبوظبي، والتي كانت الأولى له من نوعها لدولة عربية منذ تنصيبه قبل ستة أشهر، لم تكن عادية كما تصور المراقبون، بل إن حفاوة استقبالها وكرم ضيافتها ونوعية اتفاقياتها وغزارة مساعداتها واستثماراتها، وتيسير قروضها... كل ذلك حولها من مجرد زيارة عابرة إلى فضاء تكامل وساحة أخوة ومشروع تعاون، وستأخذ حيزها الفسيح من ذاكرة الشعبين الموريتاني والإماراتي على مر العصور.
إن المتتبع لتفاصيل الزيارة وما أبان عنه أبناء زايد من تعلق بموريتانيا وتشبث بعروبتها واستعداد لمساعدتها وإكرام لقائدها، يعيد إلى الأذهان مكانة شنقيط في قلب الوالد الشيخ زايد آل نهيان، رحمه الله.
لقد حرص رئيس دولة الإمارات العربيةالمتحدة، صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، و ولي عهد أبوظبي، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على ألا تمر أول زيارة دولة يقوم بها ولد الشيخ الغزواني منذ تنصيبه رئيسا لموريتانيا، دون أن يكون رد الجميل أقوى من جميل الزيارة، فخصصا مبلغ ملياري دولار لإقامة مشاريع استثمارية وتنموية وقروض ميسرة لموريتانيا؛ فضلا عن توقيع عدد من مذكرات التفاهم ستعود بالنفع على البلدين.
وانسجاما مع روح الحدث، وتأكيدا على الأثر الإيجابي لنتائج الزيارة على نفوس الموريتانيين، سارعت الوزارة الأولى إلى تثمين هذه الخطوة المباركة التي قالت إنها "تشكل امتدادا لعقود من العلاقات الأخوية الراسخة بين دولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية الإسلامية الموريتانية"، على وصف بيان صحفي أصدرته مساء امس.
إن هذا الدعم السخي، بضيف البيان، سيسمح "بتوسيع المشاريع وبرامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتسريع في تنفيذها، وتأسيس المشاريع المهيكلة الطموحة التي أعلن عنها فخامة رئيس الجمهورية للشعب الموريتاني ضمن برنامج "تعهداتي"، وسيساهم في خلق نمو اقتصادي واجتماعي يرفع من مستوى المعيشة للحد من مظاهر الغبن والحيف والفقر، كما سيبعث السرور والفرح لدى جميع الموريتانيين؛ وسيمكن من أن يعم النفع والخير إن شاء الله".
إنها لحظة فارقة في تاريخ موريتانيا التي عرفت كيف ترتب لائحة الإخوة والأصدقاء، وهي تضع أقدامها على صرح بناء دولة حديثة يسودها العدل، وينعم شعبها بالأمن والرخاء.
إسماعيل ولد الرباني/ المدير الناشر لوكالة الوئام الوطني للأنباء