موريتانيا ضيف شرف على المعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء.

 

يشكل حلول الجمهورية الإسلامية الموريتانية ضيف شرف على الدورة ال26 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، التي تنظمها وزارة الثقافة والشباب والرياضة إلى غاية 16 فبراير الجاري، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تكريسا لعلاقات وروابط أخوية ظلت تجمع البلدين على مدى تاريخ طويل.

 

   وحسب الموقع الإلكتروني للمعرض الدولي للنشر والكتاب، فإن تبويء موريتانيا، هذا "البلد الجار الشقيق"، مكانة ضيف شرف هذه التظاهرة يأتي "لأن ثمة أكثر من وشيجة أخوية تربط المغرب بموريتانيا على امتداد تاريخ طويل من العلاقات التاريخية والثقافية متشعبة الأبعاد".

 

   وفي هذا الصدد، أكد وزير الثقافة والشباب والرياضة، الناطق الرسمي باسم الحكومة، السيد الحسن عبيابة، في كلمة تقديمية دبجت البرنامج الثقافي لهذه التظاهرة، أن هذه الدورة "تتميز باستضافة الجمهورية الإسلامية الموريتانية كضيف شرف، احتفاء بعمق الروابط الحضارية التي كانت وما تزال تربط بين المغرب وموريتانيا، وتعزيزا للدينامية العالية التي تشهدها المبادلات بين البلدين الجارين والشعبين الشقيقين على مختلف الأصعدة الثقافية والسياسية والاقتصادية".

 

   وأبرز السيد عبيابة أنه، في هذا الإطار، يستقبل المعرض إلى جانب الحضور الموريتاني الوازن، عددا من دور النشر الموريتانية التي ستقدم لزوار المعرض ذخائر الثقافة الموريتانية وجديدها الفكري والإبداعي.

 

    وكان القائم بالأعمال بالسفارة الموريتانية بالرباط، السيد محمد مولود محمد سالم، أعرب خلال ندوة صحفية نظمت مؤخرا بالرباط، عن اعتزاز بلاده بالحضور ضيف شرف في المعرض الدولي للنشر والكتاب، "التظاهرة الثقافية العريقة التي يحتضنها بلد عريق متنوع ثقافيا وفكريا ويزخر برصيد حضاري غني".

 

   وأشاد الدبلوماسي الموريتاني، خلال هذه الندوة التي حضرها السيد عبيابة وخصصت لتقديم برنامج الدورة ال26 للمعرض، بالحيز المكاني والإعلامي المخصص لمشاركة بلاده في هذه النسخة من المعرض.

 

   هذا الحيز المكاني والإعلامي يتمثل في واقع الأمر في حضور دور النشر الموريتانية، وفي برنامج متنوع خاص بضيف الشرف يجمع ثلة من الباحثين المتخصصين المغاربة والموريتانيين، وتم إعداده "بالنظر إلى عمق وتشعب الأواصر التاريخية التي تربط المملكة المغربية بالجمهورية الإسلامية الموريتانية، ومراعاة لتنوع أوجه العلاقات بين البلدين في شتى دروب الأدب والفن والثقافة والتاريخ المشترك".

 

   ويروم هذا البرنامج، على الخصوص، بسط النقاش في أبرز أوجه المشترك بين ثقافتي البلدين، حيث سيستشرف المشاركون فيه سبل تعزيز واستثمار امتدادات هذا المشترك الثقافي والحضاري، بما يوطد وشائج الأخوة بينهما.

 

   وستنظم في هذا الصدد، وطيلة أيام المعرض الدولي، مجموعة ندوات، من ضمنها ندوة "العلاقات المغربية الموريتانية، المشترك الحضاري والآفاق الواعدة" (يوم 7 فبراير الجاري)، التي ستسلط الضوء على القواسم المشتركة التي جمعت بين البلدين "على امتداد تاريخ طويل من التعاون في مجالات الفكر والثقافة والفن والاقتصاد، تعاون يتسم بالدينامية والتنوع"، وتستشرف الآفاق الواعدة للعلاقات بينهما.

 

   وسيكون زوار المعرض على موعد يوم 8 فبراير مع ندوة حول موضوع "بلاد شنقيط، مؤشرات التواصل الثقافي بين موريتانيا والمغرب"، تروم بالأساس "فتح كوة لاستقراء مؤشرات هذا التواصل الثقافي الثنائي، عبر تاريخ مدينة مثلت مركزا حضاريا ربط بين المغرب وموريتانيا".

 

   وستتواصل سلسلة هذه الندوات بندوة يوم 11 فبراير حول "صورة المرأة في الثقافة الحسانية"، تستعرض الحضور الخاص للمرأة في تمظهرات هذه الثقافة وتستجلي أسبابه الثقافية والتاريخية المتجذرة، وندوة أخرى يوم 12 فبراير حول "المكان في الشعر الشنقيطي" وما يفتحه هذا الشعر من آفاق تعبيرية من خلال شعرية المكان.

 

   وسيتعرف جمهور دورة هذه السنة لمعرض الكتاب على عدد من القضايا والموضوعات التي تحفل بها ثقافة الصحراء في المغرب وموريتانيا، وعلى القيم التي نادت بها في أكثر من مناسبة وكتابة، من خلال أشكال تعبيرية مختلفة تنم عن حس تراثي رفيع وأفق ثقافي وحضاري يجمع بن الإنساني والجمالي، في السلوكات المعيشية كما في التقاليد الثقافية، وذلك خلال ندوة يوم 13 فبراير حول "القيم الإنسانية في ثقافة الصحراء".

 

   ويشكل "الأدب والموسيقى: القواسم المشتركة بين موريتانيا والمغرب"، موضوع الندوة التي ستنظم يوم 14 فبراير، التي تتطرق إلى هذه القواسم التي ترسخت بفعل الجوار الجغرافي سواء في الأدب والفن، والثقافة عموما.

 

   ويختتم برنامج الندوات المبرمج في إطار حضور موريتانيا كضيف شرف بمعرض الكتاب، بندوة أخرى، حول "طريق القوافل ودورها في الإشعاع الثقافي والاقتصادي ما بين موريتانيا والمغرب" (15 فبراير).

 

   وإلى جانب هذا البرنامج الغني من اللقاءات الثقافية، يبرز الحضور القوي لموريتانيا خلال هذه الدورة أيضا من خلال مشاركات فنانين وشعراء موريتانيين في "ليالي الشعر والموسيقى"، الفقرة القارة في البرنامج العام للدورة التي تمد جسور الإسماع والإمتاع بين الشاعر والقارئ، من ضمنهم على الخصوص ساكيتي سك، وليلى شغالي، وببكر ولد بلال، وسيدي محمد ولد بمب.

 

   هكذا إذن، تشكل الدورة ال26 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء لحظة قوية للاحتفاء بالثقافة الموريتانية في مختلف تجلياتها، شعرا وفكرا وفنا وأدبا، ومناسبة لتكريس الزخم الذي تعرفه العلاقات المغربية الموريتانية في مختلف المجالات، بما في ذلك المجال الثقافي

 

 

و. م. ع 

جمعة, 07/02/2020 - 12:44