وكالة الوئام - من المسلم به أن رئيس الجمهورية هو الشخصية الأولى في البلاد نظرا لمكانته الدستورية في النظام السياسي الموريتاني الذي يصنف بأنه نظام رئاسي بامتياز يمسك فيه الرئيس بجميع مفاصل السلطة التنفيذية بيده. وهو مايعني في علم السياسة أن شخصية بهذا الحجم
لا يمكن أبدا أن تقوم بتصرف معلنا للجمهور دون التفكير في أباعده ودواعيه ودراستها دراسة معمقة .
ومن المتفق عليه في أبجديات السياسة أن السلطة الحاكمة تتفاوت في دراجاتها حيث تتدرج من الرئيس إلى رئيس الحكومة وهكذا دواليك.
ومن هنا فإن استقبال رئيس الجمهورية شخصيا لشخص معين
ليس كاستقبال شخص أخر من طرف رئيس الوزراء أو وزير
أو مستشار، فاستقبال رئيس الجمهورية لشخص داخل القصر الرئاسي
وإعلان ذالك الاستقبال في وسائل الإعلام الرسمية التابعة للحكومة يعبر عن رسائل عديدة يود رئيس الجمهورية نفسه أن يرسلها للرأي العام ولكل الفاعلين الساسين، خاصة إذا كان المستقبل والضيف شخصية علمية وسياسية وازنة على المستوى الوطني ويتخطى تأثيرها الروحي والديني والسياسي جغرافية الولاية والمنطقة.
وهنا نتحدث طبعا عن العلامة الشيخ سيد محمد ولد الحكومة ولد الشيخ سيديا الملقب بالفخامة، فاستقبال رئيس الجمهورية له اليوم في القصر الرئاسي وإعلان ذالك في وسائل الإعلام الرسمية يعني أن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني يرسل الرسائل التالية لرأي العام الوطني والدولي والطيف السياسي برمته وساكنة ولاية اترارزة خصوصا،وهي كما يلي:
1-أنه رئيس لكل الموريتاني ومرحب بكل موريتاني قادر على لم الشمل وجمع الناس والتأليف بينهم على كلمة سواء تجمعه على مصلحتهم الدينية والدنوية وتساهم في بناء الوطن.
2 – أن لرجال الدين وأهل العلم مكانة خاصة عند الرئيس وهو مايعني أن الدولة تعطي عناية خاصة لهذه الفئة، وهو ما تجسد وسيتجسد لاحقا في توجهات مستقبلية يبرهن من خلالها الرئيس الغزواني على أهمية الدين وأهله وحماية الملة الإسلامية وثوابتها في هذه البلاد.
3- أن الرئيس غزواني أدرك بما لايدع مجال للشك أن العلامة الفخامة الشيخ سيديا هو الأقدر على جمع ساكنة ولاية اترارزة على كلمة واحدة وأن حلفه السياسي (الوفاق ) حلف وفاق وتآخي ‘وهو الضامن لتنفيذ برنامج تعهداتي على أرض الولاية والوطن لأنه حلف قوي ينتشر
في جميع مناطق ولاية اترارزة ولا ينحصر في مكان معين منها، وله تأثير كبير في الساحة على مستوي الولاية، وهو ما اتضح للرئيس يوم زار عاصمة الولاية حيث كان وفد الفخامة أضخم الوفود وأكثرها من حيث العدد والعدة والتنظيم المحكم.
4 – أن الرئيس غزواني يجدد الثقة في العلامة الفخامة ومساعيه الحميدة على مستوى الولاية والوطن برمته، والهادفة لما فيه خير البلاد والعباد.
5 – أن الرئيس يعلنها صراحة من داخل القصر ومن هذه الزيارة أن الفخامة مرجعية سياسية كبرى بالنسبة لي على مستوى ولاية اترارزة وعليكم ياساسة الولاية أن تدركوا ذالك وتتحدوا جميعا، فلاحاجة للفرقة والتشرذم وقد وجدتم من هو قادر ومستعد لتوحيدكم ، وتوفيق بينكم جميعا والسير بكم نحو بر الأمان والخير لكم وللولاية وللوطن برمته.
6- الرد على الشائعات السياسية المغرضة التي حاولت تعكير صفو العلاقة بين الرجلين.
وهذه الرسائل وغيرها كثير يضيق المقام عن ذكرها هي التي أسفرت عنها زيارة العلامة الفخامة الشيخ سيديا لرئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني في القصر الرئاسي فالزيارة لم تأتي مفاجئة بل جاءت بعد دراسة عميقة وحددت لها أهداف حققتها من خلال تلك الرسائل الأنفة الذكر وسيكون إنعكاسها إيجابيا جدا في قادم الأيام على مستوي الساحة الوطنية عموما وولاية اتراوزة خصوصا.
عبدالرحمن أحمدعالي