ابتدعوا كتبًا تنشر الفتنة وتفرق المسلمين تستهدف هجر القرآن كتاب الله الذى أنزله على رسوله، ليبلغ الناس آياته يخاطب رسوله عليه السلام بقوله (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا) ((45 – الأحزاب) تبشر الناس إذا اتبعوا آياته فلا يضلون فى حياتهم الدنيا، ولايشقى الإنسان فيها ويجزيه الله جنة النعيم فى الآخرة، وتنذر الذين لم يتبعوا كتاب الله وآياته من يوم كان شره مستطيرًا، ونار تلقف ما صنعوا كما أمر الله رسوله بقوله سبحانه (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أو حِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ * وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ)( الزخرف : 43،44) ففى يوم القيامة سيكون السؤال للناس جميعًا عند الحساب (هل اتبعتم أو امره فى آياته ؟وهل طبقتم تشريعاته؟ وهل التزمتم بعظاته؟ وهل ابتعدتم عن محرماته؟
لن يكون لأي كتاب آخر موضع فى يوم الحساب، من الكتب العشرة التى سولت لأصحابها أنفسهم ، وارتكبوا جريمة شنعاء لتغييب عقول المسلمين، وتشويه رسالة الإسلام وما تدعو إليه من رحمة وعدل، ليبعدوا الناس عن كتاب الله الذى أنزله على رسوله، يحمل رسالة الإسلام ليبلغ الناس بالدين الإسلامي، ويعرض عليهم تشريعاته وأخلاقياته من رحمة وعدل وحرية وإحسان وتسامح وسلام. وبعد قرن ونصف القرت من الزمان من وفاة الرسول الإنسان عليه السلام، بدأت تظهر كتب جديدة تدعى أنها تقدم تشريعات تتعلق بدين الإسلام وتدعو الناس أن يؤمنوا بكتبهم، فهي السبيل الوحيد لنشرالإسلام وتلك الكتب منسوبة لمسلم / البخاري / ابن داوود / ابن ماجه / الترمذي / والنسائي، ثم تليهم كتب شيوخ المذاهب الأربعة وهي /الحنبلي /والشافعي / والحنفي /والمالكي )
عشرة كتب وتشريعات متعارضة، وتعاليم دينية ليست متفقة، تتناقض مع رسالة الإسلام التى أنزلها الله على رسوله فى كتابه المبين، وآيات من الذكر الحكيم فى قرآن كريم ، فهل من سبقت أسماؤهم وابتدعوا أحكاما ومذاهب افترت على الله ورسوله تزويرا وتحريفًا لرسالة الإسلام التى تدعو للرحمة والعدل والإحسان وحرية الاعتقاد والسلام بين كل الناس ودعوة للتعاون والتكافل فى المجتمعات الإنسانية ليخرج على المسلمين من يشوه صورة الإسلام ويحول الرحمة إلى انتقام ونقمة، ويبدل الحرية إلى استبداد، ويشوه العدل إلى ظلم وطغيان داعيا لقتل المختلف معه فى الدين، ومشجعا على الفتنة والفرقة وينشر الفزع بين الآمنيين فى أو طانهم. يساعد أعداء الله على الاعتداء على المسالمين استقت الفرق الإرهابية عقائدهم من كتبهم العشرة حتى طغوا واستباحوا الحرمات وقتلوا الأبرياء، وشردوا الأطفال والنساء، بعد ما دمروا ديارهم ظلما وعدوانا ويثور سؤال لدى كل عاقل : اَي دين يتبعون؟ وأي رسول به يؤمنون؟
وأي كتاب أنزله الله عليهم لينشروا دينا لا يمت لرسالة الإسلام بصلة أو علاقة؟ أي شيطان تعلموا على يديه ليفرقوا المسلمين ويشوهوا صورة الإسلام من أمر المسلمين باتباعهم فى مذاهبهم، وما نقلوه من روايات وأكاذيب وافتراءات على الله ورسوله والله يأمرالناس بقوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) طاعة الرسول فيما يبلغكم مني من آيات بينات فى كتاب كريم. ولا يوجد نص فى القرآن الكريم إطاعة أصحاب الكتب العشرة من ناقلي الروايات ومبتدعي المذاهب، لانها تتنافى مع ما أمرنا الله به فى قوله سبحانه (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ) (19: آل عمران) وقوله سبحانه (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (85: آل عمران ).
فهل أمر الله رسوله بتقسيم الإسلام إلى مذاهب متعددة؟ وهل سبحانه أمر رسوله بتبليغ الناس تعاليم لم يتضمنها القرآن الكريم؟ وهل تغاضى المسلمون عن قوله سبحانه (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا)(103: آل عمران) وكيف تعاموا عن تحذير للمسلمين عن قوله سبحانه (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إلى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)(159:الأنعام ) كيف تعمدوا إغفال التحذير الإلهي الذي يتهمهم بأنهم لتفرقهم ابتعدوا عن رسالة الإسلام التى بلغهم إياها رسول الله ، فلم يعد عليه السلام ينتمي إليهم لأنهم خالفوا أو امر الله وعصوا تعليماته، وأغواهم الشيطان لهم وسولت لهم أنفسهم ارتكاب العصيان لأوامر الله ، وسوف يكون حسابهم عسيرا لهم ولمن اتبعهم يوم القيامة.
لقد بلغ بهم التدليس على المسلمين أن اقنعوا الناس بأن الخلاف رحمة، وكيف يكون الخلاف رحمة فى مذاهبهم إذا كان الخلاف دوما يؤدى للتصادم والتناحر والقتال؟! ان الخلاف لايمكن الآن أن يكون إلا نقمة، ألا ننظر كيف أدى الخلاف بين المسلمين منذ وفاة الرسول عليه السلام لقتل وتدمير ظلم وتضليل تشريد ومآسي طغيان وعدوان. كل أحداث الماضى وأحداث اليوم سببها الخلاف.. إذن بأي منطق يكون الخلاف رحمة؟!
تلك كانت وسائلهم لإلهاء المسلمين وإشغالهم بما لايعود عليك بالنفع والخير لا فى دنياهم ولا فى آخرتهم، ولذلك فإنني أعرض لكم تحذير الله للناس بألا يتبعواغير كتابه الذى أنزله على رسوله الكريم، لينشروا الخير والتعاون والرحمة والعدل والسلام من أجل حياة كريمة وآمنة بين كل البشر فى كل مكان. إن الذين ساهموا فى اجتهادات شريرة وفتاوي مريرة ضيقت الحياة على الناس وسودت عيشتهم وشجعوا قتل الأبرياء واستباحة الحرمات وسفك الدماء وأكل أموال من يخالفونهم فى العقيدة والحكم بإعدامهم أين سيذهبون من الله سبحانه يوم الحساب يوم يقول لهم (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَٰؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ)(17: الفرقان). ويوم الحساب يأتى الذين اتبعوا الروايات واتباع المذاهب المختلفة فيتم سؤالهم لماذا خالفتم كتاب الله وآياته التى تدعوكم لاتباع قرآنه وعدم اتباع أحد من خلقه فى قوله سبحانه (اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ (3)(الأعراف) فكان جوابهم فى قوله سبحانه( وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (67) ( الأحزاب)