الوئام الوطني -احتضن قصر المؤتمرات في نواكشوط أعمال الملتقى التشاوري الأول بين علماء دول الخمس في الساحل تحت شعار " دعوة للحوارات والمصالحات الوطنية "، المنظم بالتعاون بين الحكومة الموريتانية و منتدي تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة.
ويأتي تنظيم هذا المنتدى - المنظم تحت إشراف وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتقنيات الإعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور سيدى ولد سالم- تجسيدا لاعتراف المنظومة الدولية والإقليمية وشبه الإقليمية بمكانة الجمهورية الإسلامية الموريتانية بالدور الذي تلعبه بتوجيهات من فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني.
وأكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتقنيات الإعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة في كلمة له بالمناسبة أهمية الدور الذي تلعبه بلادنا بتوجيهات من فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في رسم سياسات واضحة ومحكمة لمواجهة التحديات التي تواجهها مجموعة دول الخمس في الساحل و خاصة التطرف والإرهاب بمالهما من تأثير مباشر على التنمية والأمن بالقارة الإفريقية بشكل عام .
وبين أن هذا الملتقى يعتبر انطلاقة فعلية لتنفيذ توصيات واقتراحات مؤتمر علماء افريقيا الذي احتضنته نواكشوط من 21 وحتى 23 يناير الماضي والذي كرس لموضوع التسامح والاعتدال ضد التطرف والاقتتال وتمخض عنه اعلان نواكشوط الدولي الذي لاقى استحسانا دوليا واقليميا يعكس آمال الشعوب الافريقية وما تنتظره من قادتها الدينيين في تعزيز السلم والوئام وصناعة مستقبل جديد للقارة يسوده الأمن والرخاء.
وتقدم الوزير بخالص شكره لرئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة فضيلة العلامة عبد الله بن بيه لما يلعبه من دور في نشر الاعتدال والوسطية عبر مقاربات مؤصلة تنمي الوعي بالمخاطر وتستنهض الهمم للحفاظ على حاضر الأمة الإسلامية ومستقبلها.
وبدوره أوضح رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة فضيلة العلامة الشيخ عبد الله بن الشيخ المحفوظ بن بيه، أن أهم نقطة ينبغي إبرازها في هذا الملتقي هي الدعوة إلى إعادة الفاعلية لمبدأ الحوار والمصالحة انطلاقا من قناعتنا الراسخة التي غدت كثير من الجهات الدولية تشاركنا فيها بأن الحلول العسكرية والأمنية وحدها غير كافية و أنه آن الأوان لنستعيد التراث الإفريقي الأصيل في التسامح وفي حل المشكلات بالحوار والوساطات والمصالحات .
وبين أن هذا الاجتماع يأتي في وقت يكتسح العالم فيه وباء الكورونا الجديد ويستنفر فيه العالم جهوده للتصدي له، وهي مناسبة لتأكيد التصور الإسلامي السليم لمثل هذه الأمور ، مشيرا إلى أن مكافحة هذه الأوبئة هي من جنس مكافحة كل مايؤذي الانسان كالسباع الضارة والهوام السامة التي يشترك فيها المؤمنون وغير المؤمنين، مشيدا في الوقت نفسه بالتدابير الاحترازية والوقائية التي اتخذتها حكومات البلدان ، وخاصة حكومة المملكة العربية السعودية انطلاقا من مسؤوليتها السيادية والشرعية .
ودعا إلى اقتراح استحداث هيئات للحوار ومجالس للوساطة والمصالحة من الحكماء والوجهاء والعلماء في كل دولة من دول الساحل تعنى بالوساطات والمصالحات لفض النزاعات ذات الاشكال والأنماط المختلفة سواء كان مردها إلى ضغائن وإحن تاريخية أو عصبيات عرقية وقبلية أو مردها إلى التنافس الطبيعي بين المجتمعات السكنية أو إلى الفكر المتطرف.
أما ممثل الوفود المشاركة الشيخ أبكر ولر، فقد بين أن ظاهرة الغلو والتطرف واستخدام الدين لأغراض سياسية وطائفية ظاهرة دخيلة على المنطقة افقدتها سلمها الاجتماعي الذي يعتبر القاعدة الاجتماعية الاساسية التي ينطلق منها أفراد المجتمعات في بلدان العالم في تأمين تعايشهم الديني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والتعليمي والثقافي.
وأضاف أن من أبرز الأسباب التي أدت إلى ظهور هذه الظاهرة هو غياب تفعيل دور العلماء والمفكرين الممثل في تربية الناس على الفكر الوسطي المعتدل ونشر قيم التسامح والمحبة والتصدي للأصوات الداعية إلى نشر الكراهية وقطع السبيل لأولئك الذين يحاولون اختطاف الاسلام وتقديمه للعالم بأنه دين التطرف والغلو والارهاب.
جرى الملتقى بحضور ضيف الشرف السيد تيرنو هاس جلو وزيرالشؤون الدينية المالي وعدد من العلماء والمفكرين من مجموعة دول الخمس في الساحل.