يفضل العديد من الأسر في مدينة نواذيبو الخروج بعيدا عن المدينة في ظل ظروف الخوف من انتشار فيروس "كورونا"، خاصة بعد استفادة أبنائهم من عطلة المدارس التي يبدو أنها ستطول.
ويقضي بعض سكان مدينة نواذيبو جل الأوقات فى مناطق بعيدة عن المدينة بحثا عن الشمس الحارة حاملين معهم أمل النجاة من الفيرزس وما تيسر من زاد.
وفي ظل غياب الانترنيت والقنوات الفضائية في الخيام المنصوبة في البوادي المترامية الأطراف، لا يبقى لمن غادر المدينة كرها من وسيلة اطلاع على جديد انتشار الفيروس أو انحساره غير أجهزة الراديو، التي تعجز في حالات كثيرة عن التقاط البث بشكل مريح، أو مكالمات هاتفية تحمل من الشائعات أكثر مما توصل من الحقائق.
ورغم استعداد الأهالي "المهاجرين" من المدينة للحديث إلى موفد وكالة الوئام، إلا أنهم يمتنعون عن التصوير ويفضلون حجب الهويات، وهم يروون معاناة أبنائهم من ظروف قاسية لم يألفوها من قبل، لكنهم مجبرون على التعايش معها إلى حين انقشاع غمة الفيروس المعادي لأهل الحضر.
يضغط الأطفال على ذويهم بغرض الاستجابة لمطالب العودة إلى مرابع الديار وساحات اللعب مع الأقران، غير أن الكبار لهم رأي آخر هو المسيطرة في النهاية رغم أنف الرغبة في تلبية طلبات فلذات الأكباد.
ويترقب الأطفال عودتهم إلى مقاعد الدراسة كمخلص وحيد من سجن البوادي، لكن الآباء يرون ذلك أمرا مستحيلا في ظل الظروف الراهنة التي فرضت عودتهم للاستقرار خارج المدينة منذ أن جيئ بهم من البدو قبل عشرات السنين.