نواذيبو/ مهاجرون أفارقة لم يشهدوا تحول "الفردوس" الأوروبي إلى جحيم

فى ال 27 نوفمبر من السنة المنصرمة، انطلق قارب من غامبيا يحمل 150 مهاجرا من جنسيات مختلفة، بينهم أطفال ونساء، آملين حياة أفضل من تلك التي خلفوها وراء ظهورهم.

كان 58 منهم على موعد مع الموت غرقا في الشواطئ الموريتانية قبالة مدينة نواذيبو.

وعلى الفور، أمر وزير الداخلية الموريتاني بفتح تحقيق فى الموضوع للتأكد من هوياتهم.

لقد كانوا مهاجرين غير شرعيين من جنسيات مختلفة جرفهم الموج بعد انقلاب الزورق إلى شاطى المدينة الساحلية. 

جاء تدخل خفر السواحل الموريتاني سريعا وفعالا، وتم تقديم الإسعافات الأولية لمن نجا، بينما لم يبق من ذكرى أمواتهم غير مشهد محزن لمقبرة مهجورة بالقرب من مدخل المدينة.

ربما لو علم هؤلاء القتلى، المدفونون في مقبرة جماعية لا يزورها زائر ولا يذكرها ذاكر، أن فيروسا قادما اسمه "كوفيد 19" من فصيلة "كورونا" المستجد، سيضرب "جنتهم" المأمولة، وسيصيب اقتصادها في مقتل، ويحول شوارعها المزدحمة الى خراب، ومطاراتها العامرة الى أشباح... لبقوا حيث كانوا، في "جنان" إفريقيا المحصنة بأشعة الشمس الدافئة، والمتنعمة ببداوة وفقر يتمناهما اليوم ساكني روما ومدريد ولندن وبرلين ونيويورك. 

سبت, 28/03/2020 - 07:10