الوئام الوطني - امتلأت أزقة وجنبات سوق الهواتف النقالة وسط العاصمة نواكشوط، المعروفة بسوق نقطة ساخنة، بالباعة والزبناء، وهم يسابقون الزمن قبل سريان حظر التجول من بعد ظهر اليوم الثاني من ايام عيد الفطر المبارك.
دفعت الكل حاجاتهم إلى الخروج نحو السوق، لكنهم يخشون ضياع كل دقيقة تقربهم إلى موعد العودة المبكرة نحو بيوتهم، والتي فرضتها الاجراءات الاحترازية الجديدة الخاصة بأيام العيد، حيث باتوا يتطلعون لما بعدها من قابل الأيام التي تحمل بشرى تأخير موعد الحظر إلى ما بعد صلاة المغرب.
تجار السوق وسماسرته يسعون لتعويض خسائر الأسابيع الأخيرة، التي فرضتها جائحة كورونا، قبل أن تقرر الحكومة المزاوجة بين الاحتراز وحركية الأسواق التي تؤمن لقمة العيش لقطاع واسع من المواطنين.
يجلس محمد داخل ورشته، الخاصة بإصلاح الهواتف النقالة وأجهزة الكومبيوتر ونسخ التطبيقات والبرامج، في انتظار الزبناء.
ويقول محمد، في تصريح خاص لوكالة الوئام الوطني للأنباء، إنه استثمر مبلغا معتبرا في ورشته قبل أشهر، مشيرا إلى أنه لم يكن يتوقع مواجهة وباء يفرض علينا نمطا خاصا ويكبدنا خسائر فادحة، بحسب تعبيره.
وأضاف: "صاحب المحل ينتظر سداد شهرين، وأنا لم أحصل بعد على المبلغ، ولم يبق من مهلته سزى خمسة أيام فقط".
وأوضح محمد أن المستثمرين في ورشات مشابهة لورشته اتفقوا على مضاعفة أسعار الخدمات التي يقدمونها للزبناء ليتمكنوا من الوفاء بالتزاماتهم، مؤكدا أنهم يعانون أزمة سداد المتأخرات.
وأشاد بتعاطف بعض الزبناء مع وضعيتهم الكارثية، وذلك من خلال القبول بأسعارهم الجديدة، لكنه بدا متفهما لرفض البعض مضاعفة الأسعار، وقال: "ربما أصابتهم الأزمة التي حلت بنا".
وتحدث محمد بمرارة عن واقع المستثمرين في السوق، مطالبا الدولة بالالتفات إليهم باعتبارهم شريحة تضررت كثيرا من تداعيات جائحة كورونا، وقال: "لا أدرى إن كانت ستفعل".