لا تفتأ الأصوات النشاز، التي تعتمد التشكيك والتثبيط، تحاول نهش الجهود الجبارة التي تقوم بها الحكومة في سبيل محاصرة انتشار جائحة كورونا في صفوف المواطنين، خاصة في بؤرة انتشاره الكبرى بمقاطعات العاصمة نواكشوط.
فبعد فشل محاولة الرسائل الصوتية التي يدعي أصحابها التخصص والخبرة الزائفين، وترويجها عبر وسائل التواصل الاجتماعي من قبل المرجفين في المدينة، تتنوع وسائل ثلة من تجار الوهم وصيادي المياه العكرة بغرض التأثير في الثقة التي تحظى بها حكومة المهندس إسماعيل ولد بده ولد الشيخ سيديا لدى الرأي العام، خاصة فيما يتعلق بالتصدي للجائحة.
إن آخر ما تفتقت عنه "عبقرية" هؤلاء الصارخين في الأودية كان محاولة إقناع الآخرين بعدم جدية الحكومة في محاصرة انتشار فيروس كورونا، وذلك بترويجهم لضرورة اعتماد الإغلاق التام من خلال فرض حظر للتجوال طيلة 24 ساعة لمدة أسابيع متتالية.
لا شك أن المتتبع لتدوينات أصحاب هذه الدعوة سيصاب بالعَجَب، حيث سبق لهم أن تصدروا الداعين لرفع الحظر وتخفيف القيود، ونشروا، في سبيل الاستجابة لمطالبهم، الكثير من التدوينات عبر صفحاتهم الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي.
إن على منتقدي الحكومة الثبات على رأي واحد حتى ينال طرحهم جزءا ولو يسيرا من المصداقية، فإما أن يطالبوا بتنفيذ إجراءات صارمة مع تحملهم لمسؤوليات تبعاتها الاقتصادية والاجتماعية التي ارتأت الحكومة أن تخففها لتمكين الناس من مواصلة الحد الأدنى والضروري من حياتهم الطبيعية، وإما أن يطالبوا بإلغاء الاجراءات الاحترازية مع تحملهم لمسؤوليات تبعات ذلك الصحية الكارثية، وهو ما لم ولن تستجيب له الحكومة التي فضلت إمساك العصى من الوسط، حتى "لا يموت العجل ولا تيبس التاديت"، كما يقول المثل الحساني.
وكالة الوئام الوطني للأنباء