رغم أن سكان هذه الأرض اختلفوا حول عدة مسائل فإنهم لم يختلفوا على أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية للبلاد، وأن الدين الإسلامي دين الشعب والدولة، ورغم محاولات دعاة الرطانة تمييع الحقل اللغوي فإن الموريتانيين لم يقتنعوا بما يزحزح قناعتهم الثابتة بأنه لا بديل عن اللغة العربية، ولا مجال للتعدد اللغوي إلا ما كان منه للإثراء والتواصل العلميين، ومع هذا التشخيص الذي يظهر مناعة هذا الشعب في وجه بضاعة المسخ، تطفو من حين لآخر أنماط خطابية تكشف مستوى الاحتقار الذي ينظر به أصحاب هذه الخطابات للغة القرءان وكلام أهل الجنة ولغة الدستور!
لقد لاحظنا في المركز الموريتاني للغة العربية موجة متصاعدة من الإساءة للغة العربية، ليس أشنعها ظهور خطابات رسمية مكتوبة صادرة عن جهة وصية على حقل العلم والبحث في البلد بلغة أجنبية، بل إن ترجمة هذه الخطابات إلى لغة شبيهة بالعربية بأسلوب ركيك تستوطنه إساءات لغوية وإملائية أعطى الدليل على الدونية التي ينظر بها القيمون على القطاع للغة الرسمية للبلاد، حين ترجموا إليها وحين لم يطلبوا تدقيقا لغويا لما تُرجم عن النسخة الأصلية!
إن إهانة اللغة العربية يعد إهانة لدستور البلاد وثوابت أهلها، وهو احتقار صريح للثقافة العربية والإسلامية التي ميزت هذا الركن القصي من بلاد الإسلام؛ وبما أن هذه الإصابة ليست أول طلقة من هذه الجهة باتجاه لغة قررنا الدفاع عنها، فإننا ندعو هذه الجهة إلى الاعتذار والتعهد بتجنب مثل هذه الإساءات التي تظهر بين الفينة والأخرى، ونعلن تمسكنا باللغة التي اختارها الله لوحيه وأقرتها الأمة لدستورها، خصوصا أن لغتنا التي سبت بجمال ألفاظها وحسن صُوّرها ومعانيها الفخمة كل باحث تثبت أيضا أنها أكثر قدرة على الخلود ومقومات على احتواء مخرجات العلم والبحث من سائر اللغات.
الرئيس