نادرا ما تقع عين المتجول اليوم في شوارع نواكشوط على محلات بيع الكاسيتات أو الأقراص المدمجة، المعروفة باسم (استندارات)، والتي كانت تملأ الشوارع وجنبات الأسواق خلال العقود الأخيرة.
كانت نغمات الأغاني التي تبثها مكبرات الصوت تمضي في تشييع المارة في مختلف اتجاهات ملتقى طرق العيادة المجمع "اكلينيك"، لكن معظمها اليوم بات على وضع الصامت نظرا للثورة التكنلوجية والرقمية التي قضت على تلك للآليات التي تم استبدالها ببطاقات الذاكرة والفيديوهات التي يتم تنزيلها مباشرة من الانترنيت.
وفضلا عن الضربات التي وجهتها التطورات التكنلوجية لهذا القطاع، يأتي اليوم فيروس كورونا ليجهز على ما تبقى منه، بعد أن اقتصر دور" استندرات" على ملء بطاقات الذاكرة لصالح أصحاب السيارات.
يجلس عمر فى محله ينتظر المجهول، فلا خيار له غير الجلوس لساعات طوال فى انتظار من يريد شراء قرص مدمج، أو يرغب في شحن بطاقة ذاكرة بأغان معينة أو أدعية دينية.
يقول عمر، في تصريح خاص لوكالة الوئام الوطني للأنباء، إن هذا الشكل من المشاريع قضى عليه الانترنت تماما، "فلم يعد الزبون يبحث عن CD بعد ما كان يستخدم الكاسيت الذى عاش مدة طويلة فى أذهان الآباء والأجداد.
ويضيف عمر: "فتحنا هذا المحل على شارع مهم فى تفرغ زينه لعل أصحاب السيارات الفارهة يبحثون عن أغان للاستماع إليها في سياراتهم الفاخرة، أو أحاديث دينية لمن يريد ذلك، بحسب تعبيره.
وأضح أن عملهم اصيب بالشلل التام بعد تفشي وباء كورونا في العاصمة نواكشوط، مرجعا ذلك الى تقيد أصحاب السيارات بحظر التجوال الليلي، حيث يعتبر الاستماع إلى الأغاني في السيارة عادة لا يمكن التخلي عنها، أما في حالة الحجر المنزلي فإن الجميع يكتفي بمشاهدة التلفاز وتصفح الهاتف.
وأكد عمر أن من لا يحب هذا النوع من المشاريع لا يمكنه أن يصبر عليها، وذلك بفعل الركود الكبير الذي باتت تعيشه مع تقدم الثورة التكنلوجية، مشيرا إلى أن القليل من الزبائن هم ظلوا على وفائهم لاقتناء ما تعرضه"استندرات"، على حد قوله.
وختم عمر حديثه للوئام بالقول: "لقد دمرت التكنلوجيا وكورونا مجال عملنا الجميل الذي عاش عصورا ذهبية قبل أن يتوارى".