الوئام الوطني - لا جدال في أن أداء حكومة المهندس إسماعيل ولد بده ولد الشيخ سيديا كان متميزا في محصلته النهائية، نظرا لجدية وصرامة الوزير الأول في تنزيل برنامج رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني.
وقد أظهرت الحكومة كفاءة عالية في معالجة الأزمات الطارئة التي لم يكن التعامل معها مدرجا على طاولة التوقعات، لكن الحكومة وضعت ثقلها في كفة تجاوز تلك الأزمات بالتوازي مع الثقل الأصلي في كفة تنفيذ تعهدات الرئيس وبرنامج الحكومة المجاز من قبل البرلمان.
صحيح أن عمل الحكومة امتاز بالانسجام التام، لكنه بدا متباينا بشكل ملحوظ.
ففي حين تمكنت بعض الوزارات من تصدر مشهد الإنجازات، ظهرت قطاعات وزارية أخرى وهي عاجزة عن اللحاق بركب الوفاء بما تم إسناده إليها من عمل، رغم أن العمل الحكومي يجب أن ينهض بشكل متواز حتى يسير بشكل منتظم ومتكامل.
لقد تصدرت وزارات الصحة، الخارجية، الدفاع، التجهيز والنقل، الداخلية، وزارة التجارة والشؤون الإسلامية مشهد الإنجاز الذي حققته الحكومة في ظرف وجيز ومليئ بالتحديات.
فبالنظر إلى ما قامت تلك القطاعات في سبيل تأمين البلد من مضاعفات جائحة كورونا، التي لم تستثن بلدا عبر العالم، ضاعفت وزارة الصحة جهودها لمنع وصول الوباء حينما كان يواصل انتشاره عبر القارات، ومع وصول أولى حالاته وجد الأرضية ممهدة للتحكم في تشخيصه وعلاجه، وهو الجهد الذي كلل بالكثير من النجاحات ولا يزال متواصلا بوتيرة متصاعدة وفعالة.
وعلى صعيد فرض الاجراءات الاحترازية، التي أظهرت قدرة البلد على تسيير الجائحة، قامت وزارتا الدفاع والداخلية بجهود جبارة لتأمين البلد من المتسللين عبر الحدود، وفرض الأمن في الداخل، وتجسيد الإغلاق بين الولايات، وتطبيق حظر التجوال بشكل يتأرجح بين الصرامة والتساهل حسب الظروف والحالات.
وساهمت وزارة الدفاع بمستشفيات ميدانية لدعم جهود وزارة الصحة الهادفة إلى التحكم في انتشار جائحة كورونا.
وبدورها ساهمت وزراة التجارة في تمكين البلد من ضمان تأمين المخزون اللازم من المواد الغذائية مع مراقبة صارمة و متابعة دؤوبة للأسعار حتى تبقى في متناول المستهلكين طيلة فترة إعلاق الحدود بسبب الجائحة.
أما وزارة التجهيز والنقل فقد سارعت إلى تطبيق القرارات الصادرة عن اللجنة المكلفة بمتابعة انتشار وباء كورونا، والتي تتعلق بقطاع النقل، وقام الوزير بجولة شملت معظم الطرق الوطنية للإشراف على إعادة تأهيلها قبل العودة إلى الحياة الطبيعية، والتي يتوقع أن تكون نهاية الأسبوع المقبل.
وواكبت وزارة الشؤون الاسلامية الحدث بكثير من المتابعة والصرامة، فطبقت كافة الإجراءات المنوط بها تطبيقها، واستصدرت الفتاوى اللازمة من الجهات العلمية المختصة.
وفي وقت تعطلت فيه كافة اللقاءات والقمم والمؤتمرات عبر العالم، تمكنت وزارة الخارجية من إقناع شركاء موريتانيا في الحرب على الإرهاب من عقد أول قمة جسدية بين قادة من إفريقيا وأوروبا، ونالت اهتماما دوليا منقطع النظير.. إنها قمة مجموعة دول الساحل الخمس (G5)، التي التأمت قبل أيام في العاصمة نواكشوط.
لقد تمكنت الوزارات سالفة الذكر من ريادة العمل الحكومي، وحازت نصيب الأسد من الانجازات التي تحققت، بينما غاب أداء قطاعات أخرى، أو كان دون المتوقع، وهو ما يعزز فرضية قيام رئيس الجمهورية ووزيره الأول بإجراء تعديل وزاري وشيك ينهض بعمل الحكومة ويجعل قطاعاتها تسير في خطوط متوازية وبسرعة متساوية.
وكالة الوئام الوطني للأنباء
لقراءة العنصر باللغة الفرنسية افتح الرابط التالي : https://alwiam.info/fr/ar/8484